إن كانت الجولة الماضية من دوري زين للمحترفين أفرزت لنا غثاء تحكيميا لطاقم ألماني فإن ابن الوطن خليل جلال أبدع للدرجة التي أخرجت البلجيكي المتهور"مدرب الشباب" عن طوره بلا سبب. حيث لم يرضخ خليل لكل الضغوطات وظل شامخا بعالميته في وجه حملات التشكيك والانتقاص منه, لم يلتفت لكل الأصوات النشاز التي باتت تقلب في سيرته طيلة الأسبوع الماضي، وتوكل على ربه ووضع نصب عينه نجاحا ينشد من خلاله وصولا جديداً للعالمية.

لقد جمع خليل في مباراة الدمام الثقة بالنفس، والشخصية الرزينة التي سمحت له بالتعامل بكل حكمة في طريقة وتوقيت طرد المدرب المتهور الذي لم أر في قرارات المباراة (المصيرية) ما يمكن به تبرير تصرفاته، ولم تدع صافرة جلال المتزنة والهادئة مجالا بعد اليوم للالتفات لصراخ المتعصبين والمتشنجين الذين لا يجيدون سوى لغة التشكيك في كل شيء لمجرد الانتصار (الأناني) للذات.

لقد كان نجاح خليل في لقاء الشباب بالاتفاق بمثابة الشهادة التي جاءت في وقتها لتتويج عمل لجنة الحكام لهذا العام, والتطور المشهود الذي لا يستطيع إنكاره سوى جاحد أو مبتغي تبرير لقصوره رغم بعض الهفوات التي هي من هذه المهنة بمثابة الروح للجسد.

أصدق التحايا والتقدير لحكام الوطن ممثلين في النموذج خليل وتذكروا أننا لا نريد منكم سوى التركيز، والثقة بالنفس مع العمل، وستجدون حينها من كل منصف ألف تقدير، ولا عزاء للجنة اختيار الحكام الأجانب التي لم نعد نفهم كيف تعمل ولا على أي أساس تختار؟.