إن دور الثقافة هنا تأكيد وغرس المواطنة الحقيقية لدى المواطن، فعلينا فتح الأبواب على مصراعيها للتفاعل مع الثقافات والأفكار الجيدة التي لها مردودها الإيجابي أولاً لتغيير مجموعة الصور السلبية عن أوطاننا، بل وعن الأمة، وثانياً تمكين المواطن من الاطلاع لتنميته فكريا وثقافيا ورفع مستوى الوعي الجمعي، كما يجب الاهتمام خاصة بالشباب وتفعيل دورهم في المشاركة طالما هذه التطلعات والأفكار تنبع وتنطلق من أرضية وطنية تسعى إلى دعم أهداف وخطط الدولة وتقديم الرأي والمشورة لمؤسسات صنع القرار. إلى جانب العنصر الثقافي لابد أن ينهل المواطن من الفنون الأخرى، فهناك المسرح والسينما والترفيه والتثقيف إلى جانب الفنون التشكيلية من رسم ونحت، ولا ننسى الرياضة فالعقل السليم في الجسم السليم.
إن المرحلة القادمة تتطلب توازناً دقيقاً في كافة الاختيارات لتسليح المواطن بالوعي لمواجهة جميع التحديات، في ظل هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن العربي من صراعات وفتن لم يعهدها، ليكون لدى المواطن العربي الوعي الكامل والقدرة الكافية على الصمود أمام مظاهر الفرقة ونبذ محاولات التحريض على التطرف والتشرذم والانقسام.