أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القرار بالتوجه للأمم المتحدة للحصول على اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية لم يكن خياراً، إنما هو إجراء اضطر إليه الفلسطينيون، بسبب التعنت الإسرائيلي. وقال لدى افتتاحه منتدى سفراء فلسطين في إسطنبول أمس: "ذهابنا للأمم المتحدة ليس لمجرد أننا نريد الذهاب وإنما اضطررنا لذلك من أجل تحقيق الشرعية. إسرائيل قامت على أساس قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بالرقم 181 وكان هناك شرط يقضي بقيام دولة فلسطين، ولكنهم أقاموا دولتهم ونسوا دولتنا وما زلنا منسيين بنظرهم إلى يومنا هذا".
وخاطب عباس السفراء بقوله: "نتحرك في كل الاتجاهات ونبحث عن كل صديق ليعطينا رأيه، جميع التنظيمات الفلسطينية بما فيها حماس وفتح متفقة على الذهاب إلى الأمم المتحدة. نريدكم أن تبحثوا عن كل من لم يعترف بنا وأن تدعوه لذلك. إذا استمع الآخرون للغة المنطق والعقل سيقبلون، كثير من الناس يستمعون لما يردده نتنياهو وليبرمان من أن توجهنا للأمم المتحدة هو عمل أحادي، فيجب على الأقل أن يسمعوا رأينا".
وأضاف: "منذ أوسلو ونحن نؤمن بالمفاوضات لحل القضية وأمضينا سنوات طويلة من أجل ذلك، لكننا في هذه الأيام نشعر أنه لن تتحقق نتيجة من المفاوضات بسبب التعنت الإسرائيلي، لذلك فكرنا في التوجه للأمم المتحدة لنشكو لها أمرنا بعد الله، لا نهدف من تحركنا إلى عزل إسرائيل، فنحن نريد أن نتعايش معها سلمياً كدولة جارة بعد أن نحصل على حقوقنا، لذلك أستغرب ممن يردد أن تصرفنا سيؤدي إلى نزع الشرعية عن إسرائيل".
وكان عباس قد افتتح أعمال المنتدى أمس برفقة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الذي اشترط لتحسن علاقات بلاده مع إسرائيل أن تقوم الأخيرة بالاعتذار عن الهجوم على أسطول الحرية وأن تدفع تعويضات لعائلات القتلى والجرحى، إضافة إلى رفع حصارها عن قطاع غزة، وقال: "إسرائيل أطلقت النار من الخلف على ناشطين عزل وارتكبت مجزرة وحشية، وما لم تقدم اعتذاراً لتركيا وتقوم بتعويض الضحايا وترفع الحصار عن غزة، فليس مطروحاً تطبيع العلاقات معها".
وقال إردوغان في كلمته: "أحيي العيون الدامعات للأمهات والآباء الفلسطينيين وأحيي أطفالهم وأقبل عيونهم فرداً فردا، وأقول للذين يمارسون السياسة بعدوانية ويعتقدون أن الظلم سيدوم إلى الأبد إن الحقد والكراهية سيتغلبان عليهم".
في سياق منفصل تقدم عضو الكنيست عن الحركة الإسلامية مسعود غنايم باستجواب إلى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي حول قيام إدارة سجن معسياهو بمنع السجناء المسلمين من الصلاة بشكل جماعي، وقال: "إدارة السجن تمنع السجناء المسلمين من أداء الصلاة جماعة، في حين تسمح للسجناء اليهود بأداء صلواتهم الجماعية، لذلك نتساءل عن سبب التمييز".
من جهة أخرى أكد تقرير أممي أن 656 فلسطينياً بينهم 351 طفلاً فقدوا منازلهم في النصف الأول من هذا العام على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، أي بزيادة خمسة أضعاف العدد عن الفترة المماثلة من العام الماضي، وأن ثلث هؤلاء الأشخاص قد تم تهجيرهم خلال هذا الشهر وحده. ويشير التقرير الذي أصدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أن المباني التي تم هدمها تشمل 125 مبنى سكنياً و20 بئرا لتجميع مياه الأمطار.