كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى لـ"الوطن" أن الرئيس علي عبد الله صالح كان يخطط للعودة لليمن في 16 الجاري ليحضر ذكرى توليه السلطة قبل 33 عاما في17 يوليو، لكن جدولة عمليتين جراحيتين إحداهما تجميلية حالت دون ذلك، إضافة إلى عدم تماثله الكامل للشفاء وعدم موافقة الأطباء على مغادرته قبل الاطمئنان بشكل كامل على وضع الرئة اليسرى التي تضررت بسبب محاولة اغتياله في صنعاء، مبينا أن صالح يواجه ضغوطا من عائلته ومؤيديه لسرعة العودة رغم حالته الصحية، لذا فقد أبلغ مساعدوه مندوب الحكومة السعودية بأنه تم تحديد موعد عودته في الأسبوع الثاني من أغسطس إذا ما كان وضعه الصحي مناسباً للعودة، في رغبة منه لحضور شهر رمضان المبارك والعيد في بلاده، مع استكمال علاجه في صنعاء حيث سيرافقه فريق طبي من المملكة.
وبين المصدر أن حالات الانشقاق التي حصلت بين عدد من سفراء اليمن في مختلف دول العالم تمت معالجتها شخصيا من قبل صالح الذي تحدث معهم وبين لهم أنهم يخدمون لمصلحة الجمهورية اليمنية والمواطن اليمني ولا يخدمون مصالحه وأن تغيبهم سيؤثر على المواطن في تلك الدول وليس عليه، مما دفع بهم إلى العودة إلى مواقع عملهم ومباشرتها.
وحول الوضع الأمني والسياسي في اليمن، قال المصدر "إن الوضع السياسي اتسم بالاستمرار على حاله من خلال التظاهرات في بعض المناطق المطالبة بتغيير السلطة وهو ما يرغب به الرئيس بطريقة دستورية لأنه لا يزال الرئيس الشرعي لليمن حتى سبتمبر 2013 ، وأنه يرفض التحاور حول موضوع نقل السلطة مطلقا قبل عودته شخصيا إلى بلاده ليكون تباحثه في الموضوع من منطلق قوة وليس من منطلق ضعف وهو خارج البلاد محققا لمن هاجموه في المسجد أهدافهم".
وحول الوضع في الجنوب بين أن الحكومة اليمنية تتعامل مع إعلان الإمارة الإسلامية في أبين (ملف القاعدة في زنجبار) بكثير من الجدية لأنها تمثل ما يمكن أن يكون عليه الوضع في حال غياب السلطة القوية القادرة على إدارة الوضع من خلال فهم عميق لما يجري في اليمن والقدرة على التعامل معه من خلال العناصر المتوفرة، مضيفا أن الخطر الأكبر على اليمن هو محاولة قوى إقليمية التدخل لتفكيكه، ورغبة البعض بالفوز بمصالح شخصية على حساب البلد.
وحول الحراك الجنوبي أوضح أن أبناء الجنوب اليمني لا يدعمون الانفصال، لكنهم يطالبون بمشاركة سياسية هي حق لهم، موضحا أن الفوضى والمطالبة بالانفصال هما تصرفات يقوم بهما قلة لا يمثلون النخب السياسية.
وتناول الوضع في الشمال (الحوثيين) موضحا أن التفاهمات بين الحكومة اليمنية والقوى المختلفة في الشمال بما فيها الحوثيون تضمن استقرار الوضع وحماية الهدنة لتكون دائمة، مبينا أن الوضع في صنعاء أصبح مستقرا بشكل كامل باستثناء حوادث فردية أان المعركة التي اشتعلت هناك انتهت.
وعن محاولة اغتيال صالح، اعتبر المصدر أن هذا العمل جبان وجاء بنتائج عكسية لمن خطط له فكل اليمنيين الشرفاء حتى المختلفين مع الرئيس يرفضون مهاجمته في المسجد مما أحدث انشقاقا بين المعارضين للرئيس، رافضا الإجابة على الأسئلة المرتبة بالتحقيقات الخاصة بتفجير المسجد والمعلومات المتعلقة بوجود عبوة داخل المسجد مما يشكك بالأمن الرئاسي، وقال :"التحقيقات ستعلن نتائجها في الوقت المناسب ولا أعرف عن توقيف أشخاص من الأمن في إطار التحقيق بالموضوع".