أسرني وأبهجني ما نشر بالخط العريض يوم العيد الوطني وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم بعنوان (بروفيسورة سعودية تحصد جائزة أميركية في البحث العلمي) عن الأستاذة الدكتورة غادة مطلق المطيري. الجائزة هي (جائزة الإبداع العلمي) من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في الولايات المتحدة الأميركية، NIM مختصر المعهد الوطني للصحة، بمكافأة قدرها ثلاثة ملايين دولار وتحظى بتغطية متميزة في الأوساط العلمية الدولية، وتمنح لأفضل مشروع بحث من بين عشرة آلاف باحثة وباحث. وقالت الدكتورة غادة المطيري إن «بحثها عبارة عن اكتشاف معدن يمكن أشعة الضوء بالدخول إلى جسم الإنسان عبر رقائق الفوتون ثم دخول الخلايا دون الحاجة إلى عمليات جراحية»، إنجاز عظيم لخدمة البشرية. وتقول البروفيسورة غادة المطيري عن إنجازاتها العلمية إنها قدمت عشرة أبحاث ومؤلفا علميا ترجم إلى الألمانية واليابانية، و«يا للخزي»، لم يسمع به أحد في عالمنا العربي المنشغل بنشر كتب التراث!. وتقول الدكتورة غادة المطيري إنها تعمل حاليا أستاذة في جامعة كاليفورنيا، وهي تمتلك معملاً خاصاً بها قدمته لها ولاية كاليفورنيا، قيمته مليون دولار لعمل مزيد من الأبحاث. ذلك هو العالم الأول المتطور الراقي الذي نرجو أن نسير على خطاه يوماً.
تخيلوا هذه الدكتورة غادة المطيري - وأنا أكرر اسمها عمدا تشرفاً وتباركاً - لو جاءت هنا في زيارة وجلست في مكان عام، تعطي حديثاً إلى صحفي، هل يمكن أن تنجو هي والصحفي من تهمة الخلوة وما يتبعها من بهدلة وعقاب!؟. إن مجرد الخبر عن البروفيسورة المطيري يدعونا بشدة إلى أن نعيد النظر في كثير من معوقات النهضة والتمدن، فالاحتفاء بها وبإسهام قد يكون شفيعا لنا عن خطيئة الاستمرار في الفكر الظلامي.
* 2009