ودُفن المنخل اليشكري حياً. وحَرقت قبيلة بني الحسحاس عبده سحيم حرقًا. ودفن الوليد بن عبد الملك وضّاح اليمن حيا في بئر وقُتل يزيد بن الطثرية.
وقتل الحجاج أبا جلدة اليشكري. وصلب المهدي صالح بن عبد القدوس. ومات بشار بن برد ضرباً بالسياط. ومات ابن الدمينة في السجن. وقتل المأمونُ علي بن جبلة (العكوك) ومات الزيّات في تنّور. ومات محمد بن صالح العلوي في سجن سُرَّ مَنْ رأى. ومات ابن الرومي مسموماً. ومات المتنبي مقتولاً. ومات أبو فراس مقتولاً. ومات التهامي في سجنه. وقتل المعتمدُ محمدَ بن عمار بنفسه. ومات ابن هاني الأندلسي مخنوقاً بتكة سراويله.. إلخ.. إلخ.
لا بد من الوقوف عند هذا الحد.. فأنا لا أريد أن أرعب الشعراء المعاصرين.. ولا أرعب نفسي.. وسامح الله الذين يكررون أن الشعراء العرب لم يعرفوا إلا المديح.. سامحهم الله!.. ووقاهم شر الموت مخنوقين بتكة سراويلهم!!
الشيء بالشيء يذكـر
ومما كتبه كاتب هذه السطور إلى صديقه أبي الملوك - عبد الرحمن رفيع - في عام تسعة وخمسين وتسعمائة وألف ميلادية. من المنامـة إلى القاهرة:
إذا كنت أنت أحب الرفاق
نسيت العهـود.. فمن ذا بقي؟!
طمـعت ُبكتـبك بعــد الفراق
وقلتُ ســتــذكـــرُ هذا الشقي
ومــا كنتُ أعلم أن سطورك
أندرُ «من بيــضـــة النقُّنقِ»
و «بيضة النقنقن» تعبير كان أبو الملوك وقتها يستملحه.. ولعله.. من قبيل «بيض الصعو».. والله أعلم! وقد كان هذا قبل خوف أبي الملوك من الكولسترول؟!!
* 1995