عاد الخوف والهلع إلى أهالي محافظة رجال ألمع خاصة الجزء الجنوبي من المحافظة بعد أن عادت الشاحنات الكبيرة إلى سلوك مسار الطريق الذي يربط محايل عسير بمحافظة رجال ألمع وجازان، مجددة ذكريات أليمة بسبب الحوادث المميتة التي حدثت قبل 10 سنوات عندما كانت هذه الشاحنات تعبر الطريق وتخلف حوادث شبه يومية، لم تمح من ذاكرة أهالي رجال ألمع قبل أن تمنع.
حوادث لم تنس
حادث رمضان الذي خلف حريقا هائلا في قرية البتيلة في المحافظة، وكذلك حادث الطالبات الذي أدى إلى احتراق سبع طالبات مع سائقهن بالقرب من النفق الرابع، وغيرهما من الحوادث جعلت الجهات المختصة تحول المسار المتجه إلى جازان عن طريق محايل عسير خميس البحر.
لكن عودة الشاحنات الكبيرة جددت ذكرى تلك الحوادث المأساوية، ويقول المواطن علي هادي جلي: إن عودة الشاحنات من هذا الطريق الذي تكثر فيه الانحدارات خطأ يتحمله صاحب هذا القرار، مضيفا "ساد الاطمئنان نفوسنا عندما كانت هذه المركبات تعبر إلى جازان عن طريق محايل خميس البحر إلا أننا فوجئنا بعودة هذه المركبات إلى طريق رجال ألمع مما سبب حوادث كانت ضحاياها الأرواح والممتلكات"، وتابع "الأسبوع الماضي انحرفت شاحنة محملة بأنابيب غاز عن مسارها فحطمت مركبة صغيرة كانت تقف على جانب الطريق أمام منزلي في قرية البتيلة"، واستعاد جلي ذكرى الحوادث السابقة التي راحت ضحيتها الأرواح والممتلكات بعد وقوع حادث الأسبوع الماضي، وقال "عدة حوادث مأساوية شهدها الطريق كان أشنعها احتراق 7 طالبات وسائقهن بسبب مرور الشاحنات الكبيرة من طريق تكثر فيه الانحدارات والمنعطفات الخطرة"، واختتم جلي حديثه بالمطالبة بعودة مسار الشاحنات إلى المسار السابق عن طريق محايل خميس البحر الحريضة كي لا تتكرر المآسي.
الطريق غير صالح للشاحنات
أما إمام وخطيب جامع البتيلة إبراهيم يحيى كدوان فقال: عادت الحوادث المميتة، وكان آخرها الحادث الذي وقع الأسبوع الماضي بعد انحراف شاحنة محملة بأنابيب الغاز توفي سائقها ودمرت ورشة تبريد وحطمت سيارة (كراسيدا) إضافة إلى عمود كهرباء"، مؤكدا أن الحادث وقع في منطقة مزدحمة بالقرب من جامع ومحطة وقود ومحلات تجارية، وقال "مثل هذا الحادث كاد يؤدي لولا رحمة الله إلى نتيجة كارثية، واقتصرت الخسائر في الأرواح على سائق الشاحنة"، وطالب بإعادة النظر في مسار الشاحنات من هذا الطريق وتحويلها إلى مسار آخر، وقال "الطريق وقع عليه العديد من الحوادث سابقا، وتم تغيير مسار الشاحنات إلى آخر، لكن الملاحظ أنه ومنذ شهرين عادت الشاحنات للعبور من هذا الطريق وهو غير صالح لعبور السيارات الكبيرة".
حوادث مستمرة ومخيفة
إلى ذلك، قال رجل الأعمال علي محمد بارزيق: الحادث أتلف ورشة للتبريد تابعة لمؤسستي، وأضاف "الحوادث في هذا الطريق مستمرة ومخيفة، فمثل هذا الحادث لهذه الناقلة التي كانت محملة بأنابيب الغاز كاد يؤدي إلى كارثة حقيقية للقرية بكاملها، ولمرتادي المحلات التجارية"، وتابع "حصل حادث عام 1416 في ليلة السابع والعشرين من رمضان واحترقت على إثره محلاتي، والآن هذا الحادث دمر ورشة التبريد، وبعده بأقل من 24 ساعة انحرفت شاحنة أخرى بسبب السرعة مما أدى إلى سقوط آلة حفر (بوكلين) على بنشر تعود ملكيته لي وأتلفته نهائيا، وبلطف الله لم يكن في البنشر أحد سوى العمال الذين هربوا عندما شاهدوا سرعة الناقلة غير الطبيعية، وذلك في نفس المكان في بتيلة رجال ألمع"، وأضاف بحسرة "تضررنا بسبب تكرر هذه الحوادث في هذا المكان، وهو من مخرج النفق الثالث وحتى نهاية قرية البتيلة هذه النقطة أماكن لوقوع الحوادث"، وطالب بمنع عبور الشاحنات الكبيرة من هذا الطريق وإعادتها كما كانت سابقا عن طريق خميس البحر، وأردف بقوله "منذ شهرين بدأت السيارات تعبر هذا الطريق وبدأت الكوارث تعود كما كانت سابقا".
عودة الحوادث
من جانبه قال نائب قرية البتيلة حسين يحيى قاسم "كنا قد أمنا بعد إغلاق هذا المسار في الأعوام السابقة، لكننا نقف الآن في حالة استغراب من عودة الشاحنات إلى هذا المسار ونزولها من هذا الطريق مقبلة من شمال المحافظة"، وأضاف "رغم أن هناك توجيها ينص على منع عبور الشاحنات من هذا المسار، إلا أنها عادت لتسلكه وعادت معها الحوادث، ونحن نطالب الجهات المسؤولة بمنع هذه الشاحنات من العبور حرصا على سلامة الأهالي وعابري الطريق وقائدي الشاحنات أنفسهم".
فتح المسار بخطاب من الإمارة
وبين وكيل محافظ رجال ألمع مفرح زائد الألمعي أنه تم إغلاق مسار واحد للطريق المتجه من شمال المحافظة إلى جنوبها منذ عدة سنوات وذلك بناء على تقرير لجنة من المحافظة أيدته إمارة منطقة عسير، وقال "إعادة فتح المسار الآن كانت بناء على خطاب من إمارة منطقة عسير، وليس للمحافظة دور في إعادة فتح هذا المسار".
من جانبه قال الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير المقدم محمد العاصمي: الدفاع المدني سبق أن حذر ونبه من خطورة عبور الشاحنات من هذا المسار، وقال "هناك محاضر متفق عليها وموجودة لدى جهات الاختصاص بخصوص عبور الشاحنات من هذا المسار".