بقالة يعمل فيها عدد من العمال بسلام، حتى جاءهم ذلك المدير الجديد الخبير الذي لم يعمل قط في بقالة سابقاً، ولكنه يسعى لتطويرهم ليرتقي بهذه البقالة وليزيد من جودة أدائها، لدى هذا المدير العديد من الأفكار والنظريات المكتوبة في مجال تطوير العمال، ولكن المفاجأة أن مدير البقالة لم ينتبه لمشاكل المبنى الذي يعاني من تسريبات تؤثر على المنتجات وعلى سلامة الزبائن وغيرها من المشكلات. على سبيل المثال لم يقم هذا المدير الخبير بتلمس احتياجات العمال ولا السعي لحلها ليستمر أداؤهم على أفضل حال. توقع العمال أن يقوم المدير الخبير بعمل تأمين طبي لهم جميعاً كنوع من التحفيز رغم كونه حاجة ملحة لأي عامل لكن لم تتحقق أمنياتهم وماتت قبل أن تولد. أحد العمال القدامى فكر وحاول أن يكتشف خطط مدير البقالة الخبير لعله يجد ما يروي فضوله وزملاءه العمال، لعله يكون السباق بإخبارهم بخطط المدير الخبير. مرت الأيام على إدارة هذا الخبير للبقالة، وما زال المبنى هو هو، لم تتم صيانته ويعاني من نفس التسريبات، بل ويفتخر هذا الخبير بأنه وجد الحل لتطوير أداء البقالة، والحل يتمثل بعمل اختبارات للعمال للتأكد من جاهزيتهم وحبهم للعمل، والذي لا يجتاز الاختبار لن يحصل على علاوة في راتبه، تجاهل التأمين الطبي الذي يحلمون به ووضع لهم اختبارا، تجاهل بيئة العمل واحتياجات العمال وركز على تدريبهم، تجاهل كل مطالبهم ولم يستمع إليهم، ذهب هذا المدير بعد أن فشل، ولكن بقيت آثار مؤلمة لإصلاحاته الكارثية، الخلاصة: زادت تسريبات سطح البقالة، زادت مشاكلهم وتراكمت أكثر وأكثر، لم تحل مشاكل البقالة ولا العمال والسبب هو مدير سابق كان لا يستمع للعمال، جاء مدير جديد تدارك الكثير مما استطاع أن يتداركه لتعديل أخطاء المدير السابق، وما زال كان الله في عونك يا مدير ويا عمال.
الفائدة: استمع لمن حولك وتلمس احتياجاتهم، حل مشاكلهم، هذه أسرار القيادة والإدارة لأي بقالة، لكن ليس كما فعل المدير السابق أبداً.