احتشد الآلاف من المؤيدين للنظام اليمني والمعارضين له في جمعتي "الاعتصام بحبل الله" و"رفض العقاب الجماعي" في صنعاء، تزامنت مع حشد في الجنوب في "جمعة التضامن مع باعوم". واحتشد أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أمس في ساحة السبعين في جمعة "الاعتصام بحبل الله" حيث جددوا تمسكهم بخيار الحوار لإنهاء تداعيات الأزمة السياسية المتصاعدة في البلاد منذ عدة أشهر. كما طالبوا أحزاب اللقاء المشترك المعارض والمعتصمين في الساحات العامة بتكريس شهر رمضان المبارك لفرض التهدئة وتهيئة الأجواء لإحداث تقارب يسهم في الحد من التداعيات السلبية التي خلفتها الأزمة القائمة.
من جانبهم احتشد الآلاف من مناوئي النظام في شارع الستين بصنعاء في جمعة "رفض العقاب الجماعي"، حيث طالب المحتشدون برفع الظلم عن الشعب الذي يجري عقابه بمنع الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية. كما طالبوا بالصمود لإنجاح الثورة وتجاوز الخلافات التي تركها إعلان المجلس الانتقالي الأسبوع الماضي، وهو الإعلان الذي أحدث انشقاقاً في إطار التكتل المطالب بإسقاط النظام.
وفي الجنوب، أحيا الآلاف في عدة مناطق "جمعة التضامن مع باعوم"، والتي دعت لها الحركة الوطنية الجنوبية وكيانات شبابية أخرى للمطالبة بإطلاق سراح القيادي البارز في الحراك حسن باعوم. وشهدت عدن تظاهرات في مختلف مديرياتها ردد خلالها المشاركون هتافات مناوئة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح، مطالبين بسرعة الإفراج عن باعوم. وأقيمت في محافظات لحج والضالع وحضرموت مسيرات حاشدة للتضامن مع باعوم الذي نقل عن ابنه أن صحته في تدهور مستمر.
في تطور آخر هدد تحالف قبائل مأرب والجوف بالاستيلاء على معسكرات الحرس الجمهوري إذا استمر بمهاجمة المناطق والمدن المختلفة في البلاد، خاصة في أرحب ونهم وتعز. وذكر بيان للتحالف أن "للقبائل الحق في الاستيلاء على كتائب الحرس الجمهوري في أية منطقة تتواجد فيها إذا لم توقف هجماتهما على قرى أرحب وساحة الحرية والمحتجين في تعز".
من جهة أخرى، كشف الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سلطان البركاني أن حزبه بلور خلال الأيام الماضية مشروعا للبدء بحلحلة عناصر الأزمة من خلال إجراء انتخابات مبكرة خلال الشهور المتبقية من العام. وأشار إلى أن ذلك يتزامن مع إجراء حوار وطني جاد يتعلق بقضايا الحراك والاختلالات الأمنية، وقبل كل ذلك التمرد العسكري والمليشيات في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء والمناطق المختلفة.
وأوضح البركاني أن الانتخابات ستكون تحت إشراف دولي كامل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكل المنظمات المهتمة بالانتخابات والإشراف على سير الإجراءات الانتخابية.
وأكد أن الحكومة ستعمل على أن يتولى نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي موضوع الحوارات والتوقيع عليها، وستعمل معهُ كل مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية باعتبار أن الإصلاحات تتطلب إعادة نظر في الإجراءات التشريعية والتنفيذية.