شهدت سورية أمس، جمعة "أحفاد خالد" التي شارك فيها 1.2 مليون متظاهر في مدينتي حماة ودير الزور وحدهما اللتين غاب عنهما الأمن بصورة كاملة. ولم يسلم المتظاهرون الذين خرجوا للتعبير عن سخطهم على النظام من قمع أدواته في بعض المدن السورية، حيث سقط 11 قتيلا مدنيا في حمص وفي ضاحية مليحة الدمشقية وفي منطقة إدلب.

وأوضح رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم الريحاوي أن عناصر من الجيش وقوات الأمن انتشرت صباح أمس في حيي القابون وركن الدين بدمشق اللذين يعيش فيهما عدد كبير من الأكراد، حيث عزلهما الجيش، وهاجمتهم بالهراوات، وذلك في أول حملة لقمع متظاهرين أكراد منذ اندلاع الانتفاضة قبل 4 أشهر.




انطلقت مسيرات احتجاجية حاشدة في العديد من المدن السورية أمس تلبية لدعوة نشطاء للخروج في مظاهرات ضد النظام والقمع الأمني في "جمعة أحفاد خالد بن الوليد". وقتل 11 شخصاً برصاص الأمن وقوات موالية للنظام، حيث تجمع أكثر من 1.2 مليون محتج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مدينتي حماة (وسط) ودير الزور (شرق).

وأوضح شهود أن خمسة مدنيين قتلوا خلال الليل بحمص، فيما قتل ستة آخرون في وقت لاحق بالرصاص في احتجاجات بضاحية مليحة بدمشق وفي حمص ومنطقة إدلب شمال غرب البلاد.

وأوضح رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي أن "أكثر من 1.2 مليون متظاهر شاركوا في التظاهرات. في دير الزور، كانوا أكثر من 550 ألفاً عند نهاية التظاهرة، وفي حماة كانوا أكثر من 650 ألفاً"، موضحاً أن قوات الأمن كانت غائبة عن هاتين المدينتين.

وردد المتظاهرون في حماة هتافات من أجل "الوحدة الوطنية وضد الطائفية"، ودعوا إلى "سقوط النظام". وأكد الريحاوي أن أكثر من 12 ألف شخص يتظاهرون في إدلب تعبيراً عن دعمهم لحمص وللدعوة إلى إسقاط النظام.

وأفاد أن عناصر من الجيش وقوات الأمن انتشرت صباح أمس في القابون وركن الدين بدمشق، اللذين يعيش فيهما عدد كبير من الأكراد، حيث عزلهما الجيش. وأشار إلى أن "المساجد في القابون كانت فارغة تقريباً بعد حملة مداهمات واعتقالات حدثت في الليل والفجر".

كما عزل الجيش منطقة برزة وقطع كامل الاتصالات بها، مع إقامة حواجز على مداخلها ومخارجها.

وفي دوما (15 كلم عن دمشق)، أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "عناصر الأمن انتشروا بشكل كثيف في سوق مدينة دوما وفي ساحة الجامع الكبير تحسباً لخروج مظاهرات".

وفي جبلة الساحلية جرت تظاهرة كبيرة قرب جامع المنصوري بينما تجمع شبان قدموا من مناطق مجاورة في المكان..

وأضاف أن "انتشاراً أمنياً كثيفاً غير مسبوق سجل في مدينة درعا"، موضحاً أن قوات الأمن "أحاطت بالمساجد الرئيسية في المدينة العمري والحسين والمحطة وموسى بن نصير وبلال وعدة مساجد أخرى".

وتابع "رغم ذلك خرج بعض الشباب في تجمعات صغيرة في حي القصور وقرب مبنى البريد في البلدة بينما سمع إطلاق نار كثيف".

إلى ذلك، ذكرت السلطات العراقية أمس أن 15 عائلة سورية دخلت إلى الأراضي العراقية عبر معبر ربيعة الحدودي غربي مدينة الموصل.

وفي مدينة القامشلي استخدم رجال الشرطة والميليشيات الموالية للنظام الهراوات لمهاجمة آلاف المحتجين المطالبين بالديموقراطية في المدينة التي تقطنها غالبية كردية، وذلك في أول حملة لقمع متظاهرين أكراد منذ اندلاع الانتفاضة منذ 4 أشهر.

في المقابل، نفى مصدر رسمي سوري أمس وجود انشقاقات في صفوف الجيش والقوات المسلحة، واعتبر ما رددته الفضائيات عار عن الصحة. وكانت أنباء ترددت أول من أمس عن انشقاق عدد من الضباط والجنود في الكلية الحربية بحمص، بالتزامن مع استمرار حملات المداهمة والاعتقال العشوائي في دوما بريف دمشق مع قطع تام للاتصالات. وأعلنت وكالة الأنباء السورية عن إصابة عناصر من الأمن في ريف دمشق وباب تدمر في حمص إثر خروج أعداد قليلة من المتظاهرين ـ على حد قولها.

وفيما اعترف التلفزيون الرسمي بحدوث اشتباكات وسقوط قتلى وجرحى بتظاهرات في عدد من المدن، لفت إلى تناقص أعداد الخارجين في تظاهرات في البوكمال وديرالزور وريفه.

من جهة أخرى، أعلن مجلس أوروبا في ستراسبورج أمس أن وفداً من برلمانييه سيتوجه الثلاثاء المقبل إلى مخيمات لاجئين سوريين في تركيا.

وسيلتقي الوفد الذي يضم أربعة برلمانيين ممثلين عن الهلال الأحمر التركي ويطلعوا على شروط استقبال ومعاملة اللاجئين وكذلك مدى استمرارية عمليات عودة اللاجئين إلى بيوتهم.