أحد أخطر وسائل التبرع للعمل الخيري هو استغلال البعض لعاطفة الناس الدينية ثم التبرع لمؤسسات تدَّعي العمل الخيري وتثبت لاحقا أنها مؤسسات تابعة لتنظيمات إرهابية أو تابعة للصوص، مثل قضية التبرع لحفر الآبار في إفريقيا، والتي يسهل فيها الاحتيال حتى من خلال بناء آبار مزيفة أو بنائها بتكلفة أعلى.
تطور العمل الخيري وتكامله مع الإرشاد الاجتماعي يعالج مشكلات مثل عدم قدرة الدولة في رفع سقف راتب الضمان الاجتماعي، أو اختيار الأفراد للعطالة وتحولهم إلى عالة على المجتمع، حيث إن رفع سقف دعم مستحقي الضمان الاجتماعي والعاطلين قد يؤدي إلى مشكلات اجتماعية جسيمة، مثل التواكل على الدولة أو التحايل أو التفكك الأسري، ولذلك نجد أن الممارسات العالمية لدعم مستحقي الضمان الاجتماعي دائما ما تميل إلى توفير الحد الأدنى من الاحتياج المادي والسكني بالمقارنة مع تكلفة المعيشة وطبيعة المجتمع، خاصة إذا كانت الدولة تملك اقتصادا يقوم على الإنتاج وحث المواطنين على العمل والمشاركة في البناء.
تطبيق العقوبات وحده ليس إصلاحا، فتطبيق القانون لا يقوم على الانتقام، بل الردع، وإذا عاقبنا معنفا بالسجن لعدة أعوام بدلا من عقوبة تقوم على قياس قدرتها في ردعه وفي الاقتصاص للمتضرر، فقد نخلق مجرما عاطلا عن العمل، وهو ما يؤكد الحاجة لدور الإرشاد الاجتماعي القائم على تمكين الأفراد وتأهيلهم للتعلم والعمل.
لقد انتقلنا من المجتمع التقليدي الرعوي الذي يملك أدواته التقليدية في الإصلاح إلى مجتمع الدولة الذي يتطلب تدخلا أوسع في تشريعاته، وهو ما يؤكد مزيدا من الحاجة لتطوير العمل الخيري والإرشاد الاجتماعي، لضمان إصلاح تلك الأضرار التي لا يمكن للنظام أن يقوم بإصلاحها، وذلك عبر تدخُّل الدولة المشروع والمنظم والمقنن في سلوك من يسببون الضرر لأنفسهم أو للآخرين.
أحد أخطر وسائل التبرع للعمل الخيري هو استغلال البعض لعاطفة الناس الدينية، ثم التبرع لمؤسسات تدَّعي العمل الخيري وتثبت لاحقا أنها مؤسسات تابعة لتنظيمات إرهابية أو تابعة للصوص، مثل قضية التبرع لحفر الآبار في إفريقيا