ويأتي مهرجان رجال الطيب الذي يسلّط الضوء على الإرث الثقافي والإنساني العريق لإبراز خصوصية «أطواق الورد» التي تزين رؤوس سكان المنطقة، عبر فعاليات متنوعة تشرح أنواع هذه الأطواق وطرق تصنيعها والمناسبات التي تُستخدم فيها، حيث توفر تجربة تراثية وثقافية استثنائية لزوار قرية «رُجال» التراثية لاستكشاف التراث والثقافة فيها.
مسمى المهرجان
حول إطلاق المهرجان قال المدير التنفيذي لموسم السودة، المهندس حسام الدين بن صالح المدني في تصريح إلى «الوطن» إن ثقافة رجال الطيب تعود إلى زمن ارتبط فيه الناس مع الطبيعة بكل تفاصيلها وسخّروا مقدراتها وصنعوا منها منتجات متنوعة وجمالية ساعدتهم على التغلب على مصاعب الحياة. وأضاف: «نحن نسعى اليوم من خلال مهرجان رجال الطيب إلى تسليط الضوء والتعريف بثقافة أطواق الورد وأصالتها وارتباطها بالمنطقة، ونحن فخورون جدا بهذا العمل الذي يمثّل إرثا حضاريا ممتدا من أعالي جبال الطائف إلى جنوب المملكة، ويعكس التنوع الثقافي الغني الذي يتمتع به وطننا المعطاء».
عمل دؤوب
أوضح المدني أن المهرجان يضم العديد من الفعاليات الثقافية والتراثية والفنية، للتعريف بثقافة رجال الطيب وأصالتها، مثل «متحف ألمع» الذي تقوم فكرته على التعريف بالتاريخ والطبيعة والموروث الحضاري لمحافظة «رجال ألمع» وتقديمه للزائر بمواصفات عالمية تمزج بين التجربة والمعرفة، وأيضا المتحف الرقمي المجهز بأحدث تقنيات العرض المرئي والمسموع الذي يقدم عروضا مرئية عن التاريخ والطبيعة والموروث الحضاري لمنطقة «رجال ألمع». ويجمع المهرجان جمهورا من جميع أنحاء العالم لاستكشاف الثقافة المحلية من خلال متحف حي يأخذ زواره في تجربة تفاعلية فريدة من نوعها. ويهدف المتحف إلى توفير تجربة تجريدية تُشعل خيال الزوار وتحفّز حواسهم وتسمح لهم بالاندماج مع ثروات المنطقة الطبيعة بكل تفاصيلها.
عصائب الورد
أبان المدني أن زوار المهرجان سيتمكنون من الاستمتاع بنشاط مفتوح يمكن للجميع المشاركة فيه للتعلم عن تاريخ رجال الطيب باستخدام الصور، بالإضافة إلى العروض الحية لسبل صناعة الأشكال المختلفة لعصائب الورد «اللويات»، وأشهر أنواعها وأشكالها. كما سيحظى رواد المهرجان بفرصة تجربة صناعة عصائب الورد الخاصة بهم، بمساعدة سيدات مختصات من أهل المنطقة ليغادروا المهرجان حاملين أطواقهم التي تفوح برائحة الطيب.
وادي الخليس
اختتم مدير موسم السودة تصريحه بأن المهرجان سيقدم أمسيات شعرية وعروضاً فولكلورية محلية للفنون الشعبية في أجواء مفعمة بالحيوية وعبق التاريخ والتراث، بالإضافة إلى تقديم عروض الإسقاط الضوئي المجسم التي تقام لأول مرة على مباني قرية رُجال التراثية، والعروض الحية الجنوبية، إلى جانب السوق التراثي الذي ستقام فيه عدة ورش لإنتاج المشغولات والحرف اليدوية مباشرة أمام الزوار بالطريقة التراثية القديمة. وتشمل تلك الحرف صناعة السبح، ورسم القط العسيري، وصناعة الخناجر، وصياغة الفضة، والخياطة، ومنتجات السعف والمنسوجات إلى جانب ذلك، تتيح فعاليات «وادي الخليس» لسكان القرية عرض منتجاتهم وأعمالهم الحرفية للزوار.
النقل الترددي
يشار إلى أنه تم تجهيز 30 حافلة ترددية تنقل الزوار ذهابا وإيابا بين المواقف المخصصة وقرية رُجال التراثية لتسهيل تجربة الوصول للمهرجان. وينظم موسم السودة المهرجان برعاية وزارة الثقافة وفق أهداف مشتركة تنطلق من مبدأ الحرص على تطوير وتنمية المواقع التراثية والثقافية، وإعادة تأهيلها لتصبح وجهات سياحية داخلية وعالمية. وكانت وزارة الثقافة قد حددت قطاع «المواقع الثقافية والأثرية» واحداً من القطاعات الـ16 التي تدعمها في وثيقة رؤيتها وتوجهاتها.