إستقبال الصائمين بإفطار مجاني
لم تمنع الأمطار الغزيرة والضباب الكثيف الذي حد من مسافة الرؤية من تزايد إقبال الزوار على موسم السودة يوم عرفة، وإفطار لكافة الصائمين في جلسات الملتقى وشارع أم سودة. وشهد الموسم يوم أمس حضورا كثيفا للزوار في موسم السودة، فيما قدمت إدارة الموسم موائد إفطار مجانية توزعت على كافة مواقع فعاليات المهرجان، وتعتبر هذه المبادرة إضافة لمبادرات متعددة قدمتها إدارة موسم السودة للزوار.
وأشار أحد الزوار إلى أن زيارة موسم السودة تأتي بعد الهالة الإعلامية التي قدمت معلومات عن هذا المصيف. وقال عبدالرحمن الجبر: قدمت من الرياض ليلة البارح لحضور موسم السودة أيام العيد وتوجهت من مطار أبها إلى السودة مباشرة اليوم الصباح. وأضاف: «في الحقيقة لقد زرت السودة قبل سنوات، ولكن ما أشاهده اليوم أمر تجاوز حدود الوصف، فوجود هذا الضباب والأمطار المنهمرة والشمس التي تسطع من بين الضباب والمطر أمر لا يمكن أن تجده في أي مكان بالعالم، إضافة إلى هذه الخدمات الضخمة التي تم تجهيزها، الشكر قليل لإدارة موسم السودة، وهكذا نريد سياحتنا أن تكون».
من جانبه، أكد مصدر من موظفي موسم السودة أن موائد الإفطار ستشمل كافة مواقع الفعاليات، حيث توجد هناك أكثر من 500 طاولة ومقاعد للزوار تتسع لأكثر من 3 آلاف زائر.
المنظمون يشاركون في خدمة الزوار
رصدت «الوطن» إيقاف عدد من مسؤولي ومسؤولات إدارة موسم السودة كافة أعمالهم قبل أذان المغرب، وتوجههم إلى الأماكن المخصصة لإفطار الصائمين، بالقرب من خيمة الملتقى التي اعتاد الزائرون التواجد فيها لما تتميز به من جلسات ومقاه، وخصصتها إدارة الموسم لتقديم إفطار مجاني للصائمين في يوم عرفة، وقدموا القهوة والتمر والماء في صورة نالت إعجاب الزوار وتعبيرهم بالشكر والامتنان على هذه المبادرة غير المستغربة، من إدارة الموسم التي سعت منذ انطلاق الموسم إلى التواصل المباشر مع الزائرين واستطلاع آرائهم وقياس رضاهم عن عمل القائمين وتحقيق ما يمكن.
مبادرة توظيف تعكس المسؤولية الاجتماعية
حقق موسم السودة إحدى مبادراته الساعي إليها، وذلك بتسخير كل الإمكانيات لتشمل توظيف أعداد كبيرة ومهولة من أبناء منطقة عسير، ومنحهم فرصة العمل وكسب الخبرات وبمرتبات ومكافآت عالية، ومن هذه المبادرات في موسم السودة توظيف 14 شابا وفتاة من الأشخاص ذوي الإعاقة ووفق إمكاناتهم والتوافق مع قدراتهم من جانبهم.
وقالت عضوة لجنة الخبراء المدربة المعتمدة في لغة الإشارة والترجمة منال آل سرور لـ«الوطن» إن موسم السودة وفر 14 وظيفة للأشخاص من ذوي الإعاقة بمرتب 3 آلاف ريال.
وأضافت أن موسم السودة لن يتوقف عند هذه المبادرة من توظيف ومنح مكافأة مجزية جدا بل إن الموسم قدم مبادرات أخرى لهؤلاء الشباب والشابات، حيث قدم لهم وجبات الغداء والعشاء مجانا وبشكل يومي، إضافة إلى التذاكر المجانية لكافة الألعاب. وأضافت آل سرور أن هناك عملية نقل لهم إلى جميع مواقع الفعاليات بشكل خاص، وأشارت إلى أن هؤلاء الشباب والشابات كان لديهم رغبة أكيدة في الاندماج في مجال العمل، وهو الحلم الذي تحقق ونشاهدهم اليوم سعداء وفرحين وهم يمارسون ويشاركون الزوار في تنظيم هذه الفعالية العالمية بكل اقتدار ونجاح.
وقالت: «نشكر موسم السودة على ما قدم لنا من خدمات توظيف وخدمات أخرى، ونشكر كذلك مدير بلدية السودة سعود الحارثي والمهندس عبدالعزيز على وقفتهما ومساندتهما لنا من اللحظات الأولى، مشيرة إلى أن موسم السودة أضاف لنا الشيء الكثير والكثير من خبرات وحسن تعامل وقدرة على العمل». وقالت:«هكذا تحقق الحلم من تمكين هذه الفئة وخدمتهم بالشكل الصحيح، هذه المبادرة وهذه الفعالية لموسم السودة مختلفة تماما عن كل الفعاليات سواء من حيث الخدمات المقدمة أو الإمكانيات المتاحة».
عبدالعزيز عباس : الفعالية منحتني الثقة كمكتب استشارات
قال خريج الولايات المتحدة الأميركية تخصص هندسة معمارية عبدالعزيز عايض عباس: «عند عودتي لأرض وطني كنت أحمل هم فقدان ما تعلمته وممارسة أعمال أخرى في غير مجال تخصصي، وباشرت العمل مع والدي حيث وجدت الفرصة في إنشاء مكتب خاص يختص بالأعمال الهندسية، مكتب الجوري للاستشارات الهندسية، وقمت بإنشاء مكاتب موسم السودة وحاز ذلك على إعجاب المسؤولين، وقاموا بالتواصل معي مباشرة من أجل إتمام الأعمال الهندسية المقامة في موقع موسم السودة».
وأضاف: عملت مع القائمين على موسم السودة ما أتاح لي فرصة التطوير، خصوصا أن العمل مع كفاءات عالمية عالية الجودة والخبرة كون لي قدرات كبيرة وخبرات عالية، وشملت هذه المهارات، إضافة إلى تخصصي الهندسي وتعلم مهارات الإنجاز وفنون التعامل والقدرة على تجاوز الصعاب وتحمل المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد، لقد وجدت الفرصة والأجواء المساعدة على العمل بنجاح، كما كسبت القدرة على معالجة المشاكل والمعوقات التي تطرأ على العمل، بالإضافة إلى الصلاحيات في اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأضاف عباس: إن كلمات الشكر لإدارة ومسؤولي فريق موسم السودة لا تكفي حيث إن هذا الفريق حضر إلى هنا من أجل تطوير منطقتنا ولم يكن التعامل معهم لكسب الخبرة والتطوير فقط، بل التعامل الراقي والتعاون النادر الذي وجدناه مع هذا الفريق الذي منحنا فرصة السؤال والاستفسار عن كل شيء نريده، لقد وجدنا تعاملا راقيا كون لنا إضافة لفنون التعامل مع الآخرين، إن موسم السودة يعتبر مكسبا كبيرا وضخما لكافة أبناء المنطقة لكسب المزيد من الخبرات في مجال الحياة.
نقوش صخرية ورسوم قديمة تجذب الزائرين
يشاهد الزائر والسائح في موسم السودة بعض النقوش والكتابات والرسوم المحفورة في الصخور، وتعتبر قديمة جدا أثناء تجوله، فهناك كتابات عربية قديمة يزيد عمرها على ألف عام وربما أكثر، وفقا لعدد من الباحثين التاريخيين. وبعض هذه النقوش كتبت بخط المسند، كما في إحدى الصور رسم لغزال مرسوم بشكل كبير وبارز وله قرون كبيرة، ويدل هذا الرسم على الكثرة والقدم. كما يمكن أن يشاهد الزوار رسم الغزال على مسار الهايكنج والكتابات العربية في المطل الموجود على مسار الهايكنج، أو المشي الذي يطلع على تهامة رجال ألمع.