في مقطع مميز ومثير للمستشار في الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب، في معرض إجابته على استشارة لامرأة تدعى أم عيسى، استخدم أبشع أنواع العنصرية ضد المرأة أو الزوجة في سياق إجابته (الفذة) بدءا بإصدار أحكام جزافية وغيبية، ورسم صورة مثالية راقية لرجل لا نعرف من سلوكه إلا كنيته (أبو عيسى) ومن مجرد أسئلة عائمة وعامة وجهها للزوجة المكلومة، التي يبدو بوضوح أنها من السذاجة والطيبة بما يكفي، أن جعلت غياب زوجها عن المنزل شهورا وإلقاءه مسؤولية البيت والأبناء عليها شهورا كذلك، اعتبرته قصورا منها تجاه (قراقوش) عفوا، أقصد الزوج، وألقت باللوم على نفسها لاهتمامها بأولادها وانقطاعها من أجل الاعتناء بهم، عن أهلها وصديقاتها وإهمالها لزوجها (في غيابه)، والمضحك المبكي أن الدكتور الحبيب قلل من أهمية ما تقوم به هذه المرأة، مغالطا للحقائق ومذكرا لها بأن كل الخليجيات يؤدين نفس الدور، ثم استمر في مسلسل مغالطاته معتبرا زواج الرجل سرا نوعا من أنواع الرقي الاجتماعي في التعامل مع الزوجة، لأنه احترمها وستر عليها، ولم يعلن للناس بأنها (نصف امرأة) وإني لأعجب كيف يعد متخصصا مثله، وبكل سطحية، المرأة التي يتزوج عليها زوجها نصف امرأة، وهل نفهم من ذلك أن الرجل الذي يجمع أربع نساء، يجمع أربعة أرباع من النساء لتكتمل لديه امرأة واحدة كاملة؟

لن نتوقف مع الدكتور هنا، حيث استرسل معجبا بنفسه وبآرائه وبابتسامات مضيفه، حتى شجع المرأة التي يتزوج عليها زوجها سرا، بعد أن تكتشف غدره بها، أن تتغاضى عن فعلته ولا تخبره أنها اكتشفت أمر زواجه وتستمر معه بشكل طبيعي، معتبرة أن الزوجة الثانية حمام يذهب إليه، ولا يلبث أن يعود.

أي انتقاء للمفردات هذا؟ وأي أوصاف بشعة وصف بها فئات النساء المغلوبات على أمرهن بين زوجة مغدورة وأخرى مغرر بها؟ كيف لمن ينظر إلى المرأة بكل هذا الازدراء والاحتقار وعدم الإنصاف أن يتبنى قضاياها الأسرية أو يحاول حلها؟

والحمد لله أن هذا المقطع لم يخل من الإنصاف غير المقصود، فـ (شهد شاهد من أهلها) من حيث لا يعلم، حيث صنف الدكتور الرجال إلى (خونة، وقليلي أدب في التعامل مع المرأة، أو لايحترمونها). وليته ـ جزاه الله خيرا ـ يصنف نفسه من أي الأصناف هو؟

ولمن أراد مشاهدة هذا المقطع (الفلتة).. أضعه بين أيديكم:

www.youtube.com/watch?v=xLD1l2ankno