أصبحت الكاميرا والجمهور حيلة "المضطر"؛ ذات الكاميرا نقلت حدثين متشابهين في صورتين متناقضتين!

تكررت الصورة مع فارق كبيرٍ في التشبيه.. خرج "بشار الأسد" قبل أيام، في "بابا عمرو" محاطاً بالعشرات من الحراس أمام أعين كاميرات القناة السورية فقط لمدة دقيقتين فقط، ليثبت للعالم أنه انتصر في معركته على شعبه الأعزل.. وخرج قبله بزمن "صدام حسين" في شوارع بغداد أمام أعين الكاميرات العالمية وكانت قناة "أبوظبي" التقطت 5 دقائق من مشهد "صدام" بين المئات من العراقيين الذين ظلوا يهتفون يوم سقوط بغداد على أيدي القوات الأمريكية، ولم يكن أحدٌ يشك أن خروجه كان ليثبت للعالم أنه سينتصر على الأمريكان وأنه لا يزال يسيطر على بغداد رغم أن الطائرات الأمريكية كانت تقصف قصوره وتطارد أهله!

صور "بشار" في بابا عمرو لم تؤكد أن "الأسد" مسيطرٌ على سوريا، بل كشفت للعالم أنه يخوض معركةً ضد شعبه، وأنه مستعد أن يسحق المدن والقرى في سبيل القضاء على المتظاهرين، الذين لم يعد يخيفهم بطش الشبيحة، ولم يهربوا من الموت كما هو حال البشر، بل أصبحوا يطاردون الموت في مواطنه حباً في الحرية أو الشهادة وكرهاً في الاستبداد والاستعباد.

بغض النظر عن الأهداف والنوايا المقصودة من الظهور الإعلامي.. هناك فارقٌ كبيرٌ بين صورتي "صدام" و "بشار" رغم انتمائهما لـ "البعث"، لأن "صدام" كان يظهر شجاعةً في قتال قوات آتية من خارج حدود وطنه، بينما "بشار" كان يظهر دناءةً في قتال المتظاهرين من شعبه!