تتمثل الرقمنة في الإعلام الرياضي بتجنب الاعتماد على المعلنين والدعم المادي من أعضاء الشرف والجمهور، إضافة إلى مصادر دخل جديدة ورقمية تساعد على التحول والتكيف مع المتغيرات التقنية. تطمح «ذا أثلاتيك» على سبيل المثال إلى أن تكون مؤسسة رياضية منافسة لمؤسسات مثل: «نتفلكس» في قطاع الأفلام و«سبوتيفاي» في قطاع الصوتيات أي كنموذج لمنصة تقنية متخصصة تستمد من رسوم الاشتراك والعضوية دخلها المادي، حيث إن مقابل رسوم الاشتراك الشهرية التي يدفعها نصف مليون مستخدم تُقدّم «ذا أثلاتيك» تحليلات رياضية متخصصة وحصريات وأخبار رياضية وتغطية مباشرة للفعاليات الرياضية وتطبيق جوال للوصول إلى مجتمعات الفانز والجماهير والصحفيين الرياضيين بشكل أسهل. وإلى جانب الرقمنة مثل: السينما والراديو يحب الجمهور الرياضي الطابع المحلي للمحتوى المتاح، لذلك تستعين هذه المؤسسة الأميركية والمعنية بالإعلام الرياضي «سبوتيفاي» بأفخر الأسماء اللامعة محلياً للعمل معهم في جذب الجمهور المحلي الرياضي في كل الأسواق التي تعمل بها حالياً، وهذا حصل بالفعل بمجرّد دخول «ذا أثلانتيك» سوق الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث استقطبت أبرز المحللين الرياضيين من صحف ورقية مثل: «ذا تايمز - ذا ديلي ميل» ومن قنوات تلفزيونية مثل: «بي بي سي والقناة الرابعة»، كما استقطبت «ذا أثلاتيك» أسماء صحفيين رياضيين إنجليزيين، هم: David Ornstein، Alex Kay-Jelski، Phil Hay، James Pearce.
لذلك، يمكن القول بشكل عام إنه بهدف النهوض بالصناعة الرياضية المحلية تعد الرقمنة مع إضفاء الطابع المحلي من العناصر المهمة للنجاح، حيث يمكن ملاحظة أمراً مثيراً من تجربة موقع «ذا أثلاتيك» الأميركي ونجاحه في أسواق عالمية أخرى، وهو استقطابه للصحفيين المميزين اللذين سبق لهم العمل في الصحافة الرقمية والتلفزيونية كصحفيين رياضيين، لذلك الصحافة التخصصية لم تَمتْ «كما يدّعي البعض»، بل فقط تتنقل من منصة إعلامية لأخرى بالتزامن مع تغيرات العصر وتوجهات المتلقيين.
إن الصحافة الرياضية حالة ممتعة للتحليل، ففيها إثبات أن المتخصصين لا تنفد فرصهم وأنهم فقط يتنقلون من منصة لأخرى، وفيها إثبات أن المنصات الإعلامية لا تنفد مواردها، بل إنها فقط تجد طرقاً جديدة لضمان مصدر دخل مستدام بدلاً من الاعتماد الكلي على الإعلانات.