عشية التظاهرات التي دعت إليها المعارضة السورية، تحت عنوان "نصرة حمص" شددت السلطات من قبضتها على المدينة أمس، مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين، فيما تعرض حي باب السباع لحملة أمنية وعسكرية غير مسبوقة بعنفها، وقد قصف الحي بمدافع الـ"بي تي آر" كما شهد إطلاق نار من الأسلحة الرشاشة مما أدى إلى احتراق عدد من المنازل.

ويأتي تصعيد الحملة، وسط استغراب المعارضة السورية من مواقف المنظمات التي تدور في فلك حزب البعث، التي تسابقت إلى انتقاد اللقاء التشاوري للحوار الوطني الذي نظمته السلطة السورية، والمطالبة بتعديل الدستور أو تبديله.

ووصف المحامي المعارض حسن عبدالعظيم لـ"الوطن" من يعارض تغيير المادة الثامنة من الدستور بأنه "صاحب عقل أزور، وهو مستفيد ومنتفع , لذلك لا يريد التنازل عن مكتسباته".




استغربت المعارضة السورية مواقف المنظمات التي تدور في فلك حزب البعث، التي تسابقت خلال الأيام الماضية إلى انتقاد اللقاء التشاوري للحوار الوطني الذي نظمته السلطة السورية, وما طرح فيه والمطالبة بتعديل الدستور أو تبديله وخصوصا المادة الثامنة منه التي تقول إن " البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع".

ووصف المحامي المعارض حسن عبد العظيم (المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي)، في حديث مع "الوطن" من يعارض تغيير المادة الثامنة من الدستور السوري بأنه "صاحب عقل أزور, وهو مستفيد ومنتفع , لذلك لا يريد التنازل عن مكتسباته".

وأضاف أن "أصحاب العقل الأزور هم مع الحزب الواحد والحزب القائد .. وهذه عقلية قديمة مضى عليها الزمن, وهم مستفيدون من مكتسبات السلطة لذلك هم مع استمرار احتكار السلطة من قبل الحزب الواحد".

وكان اتحاد الصحفيين السوريين رفض أمس إلغاء المادة الثامنة من الدستور، لينضم إلى مواقف صدرت الأسبوع الماضي من قبل عدد من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المؤتلفة مع حزب البعث في حكم سورية، ومن أغلب المنظمات الشعبية كمنظمة طلائع البعث, واتحاد شبيبة الثورة, والاتحاد الوطني لطلبة سورية, واتحادي العمال والفلاحين.

وتضم هيئة التنسيق حزب الاتحاد الاشتراكي العربي المعارض وعددا من الأحزاب اليسارية الصغيرة المعارضة (كردية وعربية) إضافة إلى شخصيات وطنية مستقلة, وقد تأسست الشهر الماضي في إطار الحراك الفاعل الحالي لأطياف المعارضة السورية.

وأكد عبد العظيم بأن " زمن الحزب الواحد قد مضى زمانه وفات أوانه ولم يعد مقبولا بأي حال من الأحوال. فهو انتهى في دول أوروبا الشرقية, وفي إيران وتركيا, وفي تونس ومصر وينتهي في ليبيا واليمن, ولا يمكن أن تكون سورية استثناء من بين العرب والدول الإقليمية والعالمية .. وهؤلاء الممانعون مستفيدون، لأن أي بلدية, شركة, قطاع يجب أن يكون رئيسها بعثيا بغض النظر إن كان كفئا أو لا, وهذا مخالف لأبسط حقوق المواطنة".

وعن الحل, أشار عبد العظيم إلى "أننا الآن في وضع شبه انتفاضة لابد من التغيير, نحن في سورية وفي المنطقة نمر بظروف استثنائية والمسألة ليست عائدة لإصرارهم و انتصارهم, وإنما عائدة للتغيير الذي يريده الشعب".

أمنيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن وحدات من الجيش وقوات الأمن السورية واصلت أمس، عملياتها الأمنية في حمص (وسط) التي أقفر عدد كبير من أحيائها.

وأضاف أن "الحواجز العسكرية منصوبة في كل شوارع المدينة" بينما "تم شن حملة اعتقالات واسعة في الغوطة".

وتابع أن منطقة "باب السباع تتعرض لإطلاق نار كثيف جدا مما أدى لاحتراق أحد المنازل بينما باتت الأوضاع الإنسانية مزرية وانقطعت الاتصالات في عدد كبير من أحياء المدينة".

وقال ناشطون للدفاع عن حقوق الإنسان إن عشرين شخصا قتلوا الاثنين والثلاثاء برصاص ميليشيات موالية للنظام أو الجيش الذي أطلق النار على مشيعين فيما قتل ثلاثون شخصا في نهاية الأسبوع الماضي في مواجهات بين أنصار النظام ومعارضيه، بحسب ناشطين حقوقيين.

وفي بلدة حرستا القريبة من العاصمة، أرسلت تعزيزات عسكرية إلى ضاحية الأسد حيث يقيم جنود وضباط، كما قال الناشطون.

كما أكد المرصد أن تظاهرات ليلية تواصلت في عدة مناطق من ريف دمشق وكذلك في ادلب (شمال غرب سورية).

من جهة أخرى، نقل رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له، عن المحامية سيرين خوري، أن سبعين محاميا حوصروا داخل نقابتهم في مدينة السويداء جنوب سورية.