يبدو أن الأطفال هم أصحاب الكلمة الفصل في الوجهات السياحية للأسر بصيف جدة، فالمهرجانات والفعاليات المتنوعة التي تحتفي بها العروس وضعت ضمن أولوياتها السياحية "الأطفال الصغار"، سواء من حيث التجهيزات أو البرامج التفاعلية اليومية قبل أن تبدأ الأسر في تحديد مسارها السياحي نحو "جدة غير".

ومن ضمن المستجدات هذا العام وجود مربيات وأخصائيات تربية أطفال في بعض الفعاليات السياحية بهدف التعامل مع الأطفال وتوجيههم الوجهة الصحيحة، فهناك بعض الآباء يعطون، طواعية ودون سابق إكراه، زمام القيادة السياحية للأطفال، خاصة القادمين من خارج مدينة جدة، رغبة منهم في مكافأة أبنائهم على تفوقهم الدراسي، وإعطائهم فرصة لتجديد نشاطهم، بعد امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وكذلك تمهيدا لتفريغ شحناتهم قبيل استقبال شهر رمضان المبارك الذي عادة ما تستكين فيه الأسر عن مواصلة أي فترات سياحية للتفرغ للعبادة.

يشير أحد السياح ـ رفض ذكر اسمه ـ إلى أن ابنته شروق التي لم تبلغ من العمر سوى ثلاثة أعوام، تعد صاحبة القرار في تحديد البرنامج السياحي للأسرة، مضيفا "ربما تتغير وجهتنا السياحية المقررة مسبقة بسببها، إذا اتخذت قرارا مغايرا في لحظة خروجنا نحو مقصد آخر"، مؤكدا أن ذلك حدث أكثر من مرة، لافتا إلى تعلقها بركوب الخيول الصغيرة المعروفة بـ"السيسي"، مما يضطرهم إلى الذهاب إلى كورنيش جدة لتلبية رغبتها وتحمل رطوبة الجو.

والتقت "الوطن" بجمانة "خمس سنوات" وعمر "ست سنوات" من قاطني جدة، اللذين يعدان أصغر شقيقين لأسرة مكونة من خمسة أبناء، حيث تبين أنهما صاحبا القرار في وجهة الأسرة خلال الإجازة التي غالبا ما يجبران والديهما على قضائها في الملاهي المكيفة الملحقة بالمراكز التجارية الكبيرة المنتشرة في أرجاء المدينة، يقول والدهما "لا يذهبان مع الأسرة لو كانت وجهتنا إلى البحر مثلاً، فأجواء الحرارة لا تريحهما بل تزعجهما، لذا تجدهما يفضلان دائما الذهاب لتلك الملاهي المغلقة أو لشراء ملابس عيد الفطر المبارك".

ويتجاوز الأمر من مجرد قيادة الأطفال للأسرة سياحيا إلى ما ينظر إليه اختصاصيو تربية الطفل من أن ذلك يساعد الوالدين في تنمية مهارات الطفل القيادية المبنية على احترام الذات والآخرين والثقة بالنفس وتحمل المسؤولية، والقدرة على إدارة الأمور والنجاح في الحياة والتأثير الإيجابي في الآخرين.