شن مستشار قضائي هجوما قويا على الراوية السعودية والخليجية واصفا إياها بالمذكرات اليومية والخواطر التي لا ترقى إلى أن تكون روايات وفق قواعدها الصحيحة، حسب قوله.

وقال المستشار القضائي الخاص عضو الجمعية العربية للصحة النفسية بدول الخليج العربي والشرق الأوسط الشيخ صالح اللحيدان لـ (الوطن): إن ما تطرحه دور النشر حاليا في الأسواق لا يعدو كونه عرض مذكرات أو خواطر لا يمكن أن نصفه بالرواية، فالرواية لها قواعدها وضوابطها. وأشار إلى أن أغلب كتاب الرواية السعودية اعتمدوا على ضيق النفس والخيال المجنح ولم يعالجوا ما يكتبونه معالجة واقعية بل كان دورهم إمتاع الجمهور بالمتعة العاطفية فقط، وإن جميع الروايات السعودية ونحوها في دول الخليج لا يمكن أن نخرج منها بحكمة أو مثل، نافيا وجود أي تفاعل مع هذه الروايات، وإن ما يكتب حاليا من روايات في المملكة نمط تحتاجه المطابع لترويجه من أجل المال.

وتابع اللحيدان الذي سيقدم قراءة نقدية عن الرواية الثلاثاء المقبل في أمسية نادي الطائف الأدبي: إن القصص العالمية لها تأثير واقعي وبها الحكمة المؤثرة والرؤية الواقعية، والخُلق والقيم في وقتنا الحاضر يحتاجان إلى تقويم وتهذيب وهذا التقويم نجده في القصص العالمية وأما البقية الباقية من الكتاب السعوديين والعرب الذين يكتبون قصصا قصيرة فإنهم يتقمصون القصة والرواية.

وقال اللحيدان: إن كتاب الرواية العاطفية والاجتماعية ومن يعاني من الشخصية المركبة أو المريضة من كتاب المملكة والعرب يظهرون أنفسهم على أنهم القاصون الكبار العالميون وضرب مثلا بالروائي عبده خال في روايته ( ترمي بشرر) التي حازت جائزة البوكر العربية العام الماضي، قائلا إنه لم يقدم إلا مثل ما قدمت الكاتبة رجاء الصانع في رواية (بنات الرياض) حيث اعتمد على العرض ولم يكن لروايته مقدمة، لافتا إلى أن خال لديه تذوق للقصة لكن ليس لديه موهبة فن القصة وليس في قصصه ما يؤثر في الواقع وإنما المتحصل من هذه الرواية المتعة العاطفية فقط ولم تخرج رجلا يؤثر في واقعه.

وواصل اللحيدان نقده قائلا: هناك فرق بين القصة والأقصوصة والرواية والمسرحية، فالرواية تعتمد على أحداث هائلة، فبعض الروايات العالمية مثل "ذهب مع الريح" و"قصة مدينتين" اعتمدت على قوة الخيال المتماسك وابتعدت عن التأثير الجنسي والمؤثرات العاطفية وهذه المواصفات قل أن نجدها في الروايات العربية.

ولم يستثن اللحيدان الفائز العربي الوحيد بجائزة نوبل المصري نجيب محفوظ قائلا: جائزة نوبل حينما منحت لمحفوظ عن رواية (أولاد حارتنا) و(السكرية) وغيرهما، لم تكن عناصرها الفنية مبنية على أسس الرواية بل كانت عبارة عن عرض مسرحي عاطفي وبها الكثير من ضيق النفس وربما كان للأزمات التي عاشها نجيب محفوظ في حياته دور في ذلك.

وأشار إلى أن ما ورد في صحيح البخاري ومسلم من قصص نجد لها تأثير واقعي سليم وقد وردت قصص في السيرة ونحوها لها تأثيرات واقعية وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أثر فيهم ونقلهم من العاطفة للقلب ثم للعقل ثم للواقع ثم للتطبيق الفعلي ولا نجد ذلك أبدا في قصص وروايات اليوم.

وأوصى اللحيدان بأن تنشئ وزارة الثقافة والإعلام مجمعا لكتابة الرواية بحيث تكون هذه الروايات بعيدة كل البعد عن الغرائز الجنسية المكشوفة التي تدعو المراهق للاستجابة لها لاشعوريا ويعيش فيها على هامش الحياة.

وطالب وزارة الثقافة والإعلام بأن تكون الروايات التي تكتب مبنية على قواعد صلبة حيث تكون نتيجتها الحكمة والمثل والتجربة وأن تبتعد عن الخيال المجنح، على حد قوله.