أصابني، كما أصاب الكثيرين الخجل، وتمنيت لو أن الأرض انشقت وابتلعتني، وأنا أستعرض ما روجته حركة حماس عن أن مؤامرة رباعية الأطراف اشتركت فيها الولايات المتحدة ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية لـ "تشديد حصار" القطاع.

ومع أن حركة فتح التي تعبر عن سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية قد نفت تسريبات المواقع المقربة من حماس حول "المؤامرة"، إلا أن واقع قطاع غزة الحياتي والمعيشي ينبئ بأزمات متتابعة لا تبشر بأن القيمين عليه (حماس)، إضافة إلى السلطة الوطنية التي من المفترض أن تشرف على كافة القطاعات الفلسطينية وشؤونها، لا يسعون لخير.

يبدو أن الفلسطينيين نسوا أو تناسوا عدوهم الأساس إسرائيل، فأوجدوا عدوا وهميا ثانويا ممثلا بالخلاف بين فتح وحماس. ونسوا أيضا أن العدو الإسرائيلي عندما يقصف ويقتل الفلسطينيين لا يفرق بين غزة والضفة، وبين فتح وحماس، وإنما يقتل الفلسطينيين بغض النظر عن انتمائهم الحزبي.

طمس الفلسطينيون بسرعةٍ ما حققوه من انتصار في مجلس حقوق الإنسان، من خلال تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الاستيطان الإسرائيلي، وبدل أن يجهدوا لتوسيع رقعة الإدانة للاحتلال لرفضه التعامل مع اللجنة، وجدوا ما يشغلون أنفسهم به، عبر كيل الاتهامات وردِّها، متناسين أن أكثر من أساء إلى قضيتهم، هم أنفسهم.

نسأل القيادتين في فتح وحماس، أين أصبحت المصالحة الفلسطينية التي وقعها كل من أبو مازن وخالد مشعل في القاهرة، وأين هي حكومة الوحدة الوطنية، والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية؟

على الرغم من أن الذاكرة العربية مشتتة تبعا لفصول العالم العربي السياسية، إلا أن الذاكرة الوطنية ينبغي ألا تُطمس، وتبقى متّقِدة لمحاسبة من يلعب بمصير شعوبنا.