وأقول: لقد صدق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.. بلادنا لها خصوصية، ولا عبرة بالمنهزمين الذين يُنكرون ذلك في بعض كتاباتهم وحواراتهم ويقولون (أشغلتونا بالخصوصية)، لم نُشغلكم بها، ولكنكم قوم تجهلون.
الخصوصية السعودية حقيقة وليست وهْماً، وهي تقودنا للعالَم الأول، ولا ترجعنا إلى الخلف، هذه الخصوصية التي تفضل الله بها على بلادنا وقادتنا تسرنا ولا تغرنا، وأصالة الماضي تدفعنا إلى المستقبل المشرق، ومَن استهان بماضيه فكأنما سدّد طعنات إلى مستقبله، إنني أعجب ممن يتجاهل خصائص بلادنا، وأسألهم: أليست بلادنا هي مهبط الوحي؟ أليست هي منبع الإسلام؟ أليس فيها الحرمان الشريفان؟ أليس يُطبَع فيها كلام الرحمن؟ أليس يَتوجه إلى القبلة فيها جميع أهل الإسلام من كل دول العالم في سائر الأزمان؟ أليس يُحكَم فيها بالسنة والقرآن؟ أليس ولاتها (آل سعود) هم أنصار التوحيد الخالص لله رب العالمين منذ مئات السنين وإلى الآن؟ ألم يطأ أرضها، ويُدفَن في ترابها سيد ولد آدم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام؟ هل هذه الخصائص توجد في أي بلدٍ غير بلادنا السعودية؟ نبئونا بعلمٍ إن كنتم صادقين؟!!
إن الخصوصية السعودية ليست عائقا أمام التقدم والعلم والتقنية والوصول إلى العالم الأول، كلا، بل هي من يدعم ذلك بقوة، إن من يظن أن التمسك بالدين، والاعتراف بفضل الله وما خص الله به بلادنا من شرف المكان، وما خصّ به ولاتنا من تحكيم الكتاب والسنة، من ظن أن ذلك يتعارض مع التقدم والتطور، وأنه من أجل أن نتقدم لا بد أن ننسلخ من خصوصيتنا وما أفاء الله به على بلادنا من خصائص وفضائل، من ظن ذلك فقد ظن بالله ظن السوء، ومقتضى قوله أن القرآن ليس صالحاً لكل زمان ومكان، ولا يدعو للتقدم والعلم، ومجرد تصور هذا كافٍ في إبطاله.
إن الخطأ لا يُعالج بخطأ، فإذا وُجد من يتوهم أن الخصوصية السعودية تقف عائقاً أمام التقدم، فإنه جاهل، يجب أن يُعلَّم أن توهمه ليس عليه أثارة من علم، وإذا وُجد من يتوهم أن من لازم التقدم والعلم إنكار الخصوصية السعودية، فهو جاهل كذلك، ولازم قوله باطل، وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم، وهو كالذي يريد أن يُطب زكاما فيُحدث جذاما.
إن ما أشار إليه خادم الحرمين الشريفين - كما نقل الزملاء - من ضرورة نقل رسالة المملكة، وجهودها، هذه الإشارة في غاية الأهمية، والمأمول أن يعكس إعلامنا حقيقة بلادنا، وما تقوم به من خدمة للإسلام والمسلمين.