خلافا للمعتقدات السائدة، فإن البشرات الداكنة، وحتى السوداء تحتاج إلى حماية من الشمس، كونها معرضة للإصابة بالجفاف، ولكن متطلباتها في هذا المجال تختلف عن متطلبات البشرات الفاتحة.

الناحية البنيوية

إن تعريض البشرة الداكنة للشمس من دون أي حماية يجعلها عرضة للحروق، ومخاطر الأشعة ما فوق البنفسجية، فمن الناحية البنيوية، تختلف هذه البشرات عادة عن البشرات الفاتحة كونها أكثر سماكة قليلا، كما أن أنسجتها أكثر كثافة، والملاحظ أن الطبقة السطحية في البشرة الداكنة لا تكون أكثر سماكة من الطبقة نفسها في البشرة الفاتحة، ولكنها تكون أكثر كثافة، أما طبقة باطن الجلد، وهي الطبقة الوسطى من البشرة، فتكون في حالة البشرة الداكنة أكثر سماكة قليلا، وأكثر كثافة بفضل النسبة المرتفعة لألياف الإلستين والكولاجين، مما يحميها من الشيخوخة المبكرة.


تأثير الأشعة

من أبرز مميزات البشرات الداكنة ارتفاع معدل تلونها بالميلانين، مما يعني أن الخلايا المسؤولة عن تلوين البشرة لا تكون أكبر عددا من تلك الموجودة في البشرات الفاتحة، ولكنها تكون أكثر نشاطا، فحبيبات الميلانين التي تنتجها هذه الخلايا تكون أكبر حجما وعددا، ويكون لونها داكنا بشكل أكبر.

وهذا يعني أن نظام الحماية الطبيعية الذي يؤمنه الميلانين للبشرة الداكنة يمتص حوالي 90% من الأشعة ما فوق البنفسجية، التي تصل إلى سطح الجلد.

امتصاص البشرة

تُشير بعض الدراسات إلى أن نسبة امتصاص البشرة الداكنة للأشعة ما فوق البنفسجية، هي أقل بخمس مرات من النسبة نفسها في البشرات الفاتحة، وهذا يعني أن البشرات الداكنة أقل عرضة للإصابة بسرطان الجلد، وهي تحافظ على ليونتها بشكل أفضل من البشرات الفاتحة.

أكثر جفافا

تتميز البشرات الداكنة عادة بكونها أكثر جفافا من البشرات الفاتحة، كونها أكثر حساسية تجاه التبدلات المناخية، وتتمتع هذه البشرات بقدرة على التأقلم مع الظروف المناخية القاسية (الإفراط في التعرض للشمس، الطقس الحار والرطب...)، بهدف حماية الجسم من الاعتداءات الخارجية، ولكنها تُصاب بالجفاف عند تواجدها في ظروف مناخية معتدلة، فيشعر أصحابها بفقدان رطوبتها ويعانون من تقشرها، ولحماية نفسها من هذه الظروف، تقوم البشرة الداكنة عادة بزيادة إفرازاتها الدهنية، مما يفسر طبيعتها المختلطة أي الجافة نتيجة نقص الماء والدهنية، نتيجة الإفراط في إفرازاتها.

حماية لا تقل عن 15spf

إذا كانت نسبة الميلانين المرتفعة الموجودة في البشرات الداكنة تؤمن لها حماية من الأشعة ما فوق البنفسجية، فهي لا تحميها بشكل نهائي من مخاطر التعرض لأشعة الشمس، ولذلك فهي تحتاج إلى استعمال مستحضرات حماية في هذا المجال.

إن اختيار الحماية المناسبة عليه أن يرتبط بنوع البشرة ونوعية الأشعة التي يتم التعرض لها، يمكن أن تكتفي البشرات الداكنة بنسبة حماية تتراوح بين 15 و30spf، ولكن بعض الحالات المعينة التي تخضع لعلاجات جلدية أو تعاني من ظهور بقع تحتاج إلى حماية تامة تبلغ 50spf، ولتجنب مظهر القناع الأبيض الذي تتركه مستحضرات الحماية من الشمس على البشرة، من الأفضل الاستعانة بكريمات حماية شفافة أو ملونة وسهلة الامتصاص من قبل الجلد.

مخاطر تتعرض لها البشرات الداكنة التي تبقى دون حماية.

قدرة احتمالها

إن قدرة احتمال البشرات الداكنة لأشعة الشمس هي أكبر من قدرة احتمال البشرات الفاتحة، ولكن تبقى قدرة الاحتمال هذه محدودة، والتعرض للشمس من دون أي حماية ممكن أن يعرض البشرات الداكنة للشيخوخة المبكرة، البقع، الحروق، ضربات الشمس، والإصابة بالسرطانات الجلدية.

ازدياد الجفاف

إذا كانت البشرات الداكنة جافة بطبيعتها، فإن تعرضها للشمس دون حماية يزيد من جفافها، وهي في هذه الحالة تحتاج إلى مستحضرات حماية ذات تركيبة غنية تؤمن لها الوقاية والتغذية في الوقت نفسه، كما أنها تحتاج إلى مستحضرات مرطبة لما بعد التعرض للشمس قد تأخذ شكل حليب مرطب، أو زيت، أو بلسم يعيد ترطيبها، ويؤمن لها الحماية من الجفاف.

بقع البشرات الداكنة

تنتج معظم البقع التي يمكن أن تظهر على البشرات الداكنة عن مشاكل جلدية مثل حب الشباب، الإكزيما، آثار ندبات، أو اضطرابات هرمونية ممكن أن تسبب التهابات، تؤدي إلى إفراط في إنتاج الميلانين، وظهور بقع أكثر دكنة من لون البشرة، ويتم في هذه الحالة معالجة هذه البقع بعلاجات موضعية أو تجميلية ترتبط عادة بأسبابها.