أكدت دراسة أعدتها شركة الاستشارية العالمية المتخصصة بعلوم الحياة والرعاية الصحية IQVIA أن 80% من احتياج المملكة الدوائي الوطني يتم توريده من الخارج، فيما أقر البروفيسور بالعلوم الصيدلانية والتقنية الحيوية بجامعة الملك سعود الدكتور عامر العنزي لـ"الوطن" أن هناك مشكلة استراتيجية لضعف الاستثمار وسياسة التسعير الموجودة في المملكة، موضحا 8 أسباب لغلاء أسعار الأدوية أبرزها القوة الشرائية ودخل الفرد الذي يعتبر عاليا إذا ما قُورن بالدول الأخرى ويدخل بالحسبان عند توريد الأدوية، موضحا أن شريحة كبيرة من الأدوية بمعدل 75% أسعارها أقل من 80 ريالا وذلك حسب إحصائية هيئة الغذاء والدواء.

أدوية نادرة

أوضح العنزي أن هناك 5 انعكاسات لتوريد الأدوية من الخارج وهي أن صناعة الدواء تحتاج رؤوس أموال كبيرة واستثمارات عالية وعوائدها تأتي بعد فتره ليست بالقصيرة وهذه تزعج أصحاب الأموال ورجال الأعمال، مبينا أن الأدوية النادرة في الغالب تكون أدوية أصلية وليست جنيسة؛ بمعنى أنه لا يسمح بتصنيعها محليا لأننا لا نملك براءة الاختراع وحقوق الملكية الفكرية، فلذلك هي تورد من الخارج لدينا وهذا يولد الاحتكار وشحا في السوق.


أدوية مقلدة

بين العنزي أن تسعيرة الأدوية وسياستها لا تخدم الجانب الصناعي ولا تشجع أيضا للصناعة، لافتا إلى أن السعودية سوق كبير وما يصنع محليا لا يكفي، وغير نوعي "مقلد" وكثير من الاحتياج يأتي من الخارج وذلك لضعف التشريعات والقوانين والتشجيع والتمويل لمثل هذه الصناعات النوعية والإستراتيجية، موضحا أن كثيرا من الصيدليات الكبيرة تحتكر أدوية معينة وتكون نادرة في السوق وذلك لثقل الصيدلية، وانتشار فروعها، وكمية الشراء، والقيمة السوقيه لديهم.

صناعات صيدلانية

طالب البروفيسور بالعلوم الصيدلانية والتقنية الحيوية بجامعة الملك سعود بتوطين 7 صناعات صيدلانية حيوية ونقل تقنياتها للمملكة وهي صناعة المواد البيولوجية كبيرة الحجم، وصناعة اللقاحات والأمصال، ويجب أن تتم مع شراكات خارجية كبيرة، وصناعة الهرمونات والمواد ذات الفعالية القوية، وصناعة المواد المخدرة لأغراض طبية، وصناعة مشتقات الدم، وهذه بها تنوع وفائدة كبيرة للمنظومة الصحية ككل، وصناعة المواد الصيدلانية البيطرية، حيث لا توجد إلا شركة أجنبية وحيدة والسوق يحتاج الكثير.

بيع الأدوية

أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء لـ"الوطن" أنها بالتعاون مع وزارة الصحة تلزم جميع الصيدليات ببيع الدواء بالسعر المحدد من قبل الهيئة، وذلك للأدوية المسعرة من قبلها، وتقوم الهيئة ووزارة الصحة بمتابعة التزام المنشآت الصيدلانية ببيع المستحضرات بالأسعار المحددة، وفي حال قيام أحد هذه الصيدليات ببيع المستحضر بسعر أعلى من المحدد؛ تأمل الإبلاغ عنه لاتخاذ الإجراءات اللازمة، موضحين أن احتكار الأدوية ليس من اختصاص هيئة الغذاء والدواء وإنما من اختصاص "الهيئة العامة للمنافسة" وهي الجهة المعنية بهذا الأمر.

أدوية جنيسة

قال مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد لـ"الوطن" إن معظم الإنتاج المحلي من الأدوية هو أدوية جنيسة، فمعظم المصانع الموجودة تقوم بتعبئة وتغليف هذه الأدوية الجنيسة، وقليل من هذه المصانع وهي في الغالب فروع لمصنع الشركة الأم التي تقوم بصناعة الدواء الأساسي أو "الباتنت" محلياً بعد الاتفاق وتوقيع العقود مع الوكيل المحلي ولبعض الأصناف الرائجة فقط وليس كل خطوط إنتاج مصنع الشركة الأم.

حجم الطلب

قال الحداد 4 أسباب لوجود أدوية في جهات معينة دون غيرها وهي في الغالب تعود إلى التنظيم والإدارة والمتابعة، وطرق التخزين، وطريقة الشراء والكميات الواردة والمنصرفة من ذلك الدواء في تلك الجهة، وأيضا حجم الطلب، موضحا أن صاحب الصيدلية والمورد يتفقان على بنود معينة في الشراء وحجم الطلبيات والمميزات وتسهيلات الدفع وغيرها من الأمور التي تخدم الطرفين، ويكون السعر محددا من قبل هيئة الغذاء والدواء مكتوباً أو مطبوعاً على العبوة الدوائية الخارجية، موضحا أنه يوجد بالمملكة 21 مصنعا قائمة للأدوية، وتمثل 25% من مجموع سوق الأدوية بالمملكة والذي يقدر حجمه بـ 13.6 مليار ريال، بينما حجم الاستيراد يصل 75 - 80% من إجمالي سوق الدواء، موضحا أن واردات المملكة من الأدوية أعلى من الصادرات بنحو 11 ضعفاً.

‏ أسباب لاحتكار الأدوية:

1. ثقل الصيدلية

2. انتشار فروعها

3. كمية الشراء

4. القيمة السوقية لديهم

صناعات صيدلانية حيوية تحتاج توطينها ونقل تقنياتها للمملكة:

‏1- صناعة المواد البيولوجية كبيرة الحجم

‏2- صناعة اللقاحات والأمصال

3- صناعة الهرمونات والمواد ذات الفعالية القوية

‏4- صناعة المواد المخدرة لأغراض طبية

5- صناعة مشتقات الدم ‏

6- صناعة المواد الصيدلانية البيطرية

‏7- صناعات صيدلية تخصصية مثل الأدوية الوحيدة مثل صحة المرأة أو الطفل

- 21 مصنعا قائما للأدوية بالمملكة

- 25 % من مجموع سوق الأدوية بالمملكة

- 13.6 مليار ريال حجم سوق الأدوية بالمملكة

- 80 % حجم استيراد الدواء من الخارج

- واردات المملكة من الأدوية أعلى من الصادرات بنحو 11 ضعفاً