"كل ما تراه هو جهد ذاتي، إذ أجمع المكونات وأجهزها قبل أن أضعها في هذه البسطة المتواضعة، هكذا يمكنني جني بعض المال مما أبيعه".. بهذه الكلمات تحدث لـ"الوطن" أمس، مهدي عبدالواحد أمان بائع الخواتم وصانع السبح الذي تواجد في أحد أركان القرية التراثية في مهرجان صيف أرامكو السعودية 2011.
وقال مهدي ـ في العقد الرابع ـ الذي نثر كنانته من بضاعته منهمكاً في العمل على صنع مسابح جديدة في مهنة عاش معها واعتاش منها: إنني أعمل في هذه المهنة منذ 12 عاما، وأشتري الخرز الخاص بالسبح والخيوط ثم أرتبها بتنسيقي الشخصي أو حسب رغبة الزبون إذا كان له ذوق معين قبل طرحها للبيع، وتكون نوعية الخيوط مثل النايلون والقطن والحاذق الذي يستخدم في صيد السمك، كما أبيع الخواتم والقلائد المرصعة بالأحجار الكريمة، التي أجلبها من دول عدة أسافر إليها أحياناً لهذا السبب، فمثلاً أجلب حجر العقيق من اليمن، وحجر الفيروز من إيران والبرازيل، كما لدي أحجار من المدينة المنورة والجنوب والقطيف، ويكون بيعها بالجرام إذ يصل سعر البعض منها إلى 150 ريالاً، وهذا النوع من الأحجار يحتاج إلى عناية كبيرة، إذ يجب حفظه من بعض ما يؤثر في خصائصه مثل الرطوبة والكحول والعطور، ويتم استخدام آلة خاصة لقطع الأحجار الكريمة، يصل سعرها إلى مبالغ كبيرة جداً.
مهدي الذي يحمل دبلوما في العلاج الطبيعي من أحد المعاهد الخاصة، كانت له العديد من المحاولات لإيجاد عمل مناسب لتخصصه، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل ليجد ضالته في الهواية التي أحبها وامتهنها بعد ذلك. وهو ممتن كثيراً لما يجري في فعاليات الصيف من اهتمام بالحرف اليدوية وإبرازها بشكل جميل من خلال تخصيص أماكن مناسبة لعرضها، ويقول: إن هذه الفكرة جميلة لأننا بحاجة إلى تقديمنا للناس والجمهور ليتعرفوا على مهمتنا التراثية، وقبل ذلك هي مصدر رزق لنا، وهذه المهرجانات تقدم خدمة كبيرة لنا بلا شك في زيادة الإقبال على ما نصنعه ونبيعه.