غطت الرمال الزاحفة أجزاءً من المنازل والطرق بالقرى النائية التابعة لمركزي عتود والشقيق في محافظة الدرب، كقرى: ماضي والعرق ومنشبة والمحرق والمزيرعة والكرشة والرصاصة، مع بداية هبوب الرياح الموسمية «الغبرة» على منطقة جازان، وأعاقت الرمال وصول المواطنين وصهاريج المياه إلى المنازل. وأدت كثافة الغبار أمس إلى منع سير الشاحنات على الطريق الدولي جازان الدرب مكة بسبب تدني مستوى الرؤية على الطرق الخارجية بشكل مؤقت، وكذلك أدى إلى بعض الانقطاعات للكهرباء بقرية القائم.

الرمال تدهم المنازل

قال أحمد العتودي، أحد سكان قرية ماضي، إن «الرؤية تنعدم أثناء هبوب الرياح الموسمية «الغبرة» في فصل الصيف، وتستمر ما بين شهرين إلى 3 أشهر، وسرعان ما تتراكم الرمال الزاحفة على الطرقات وداخل القرى السكنية التابعة لمركز عتود، فتدهم الرمال جدران منازلنا، وهذه المعاناة مستمرة منذ زمن»، مشيرا إلى أن الأهالي طالبوا قبل عدة سنوات بمشروع مصدات لقرية ماضي، وغُرست فيه عشرات الأشجار، إلا أنها هُجرت فجفت، ولم يستفد منها أحد.


الرمال تقطع الطريق

ذكر مدير مجموعة العميس الطبية، أحمد المطمي لـ«الوطن» أن «من أهم أسباب وجود الرمال الزاحفة والغبار بكثافة في قرية المحرق التابعة لمركز الشقيق وجود عدد من مؤسسات نهل الرمال تعمل شمال وشمال شرق القرية، ولا تبعد عن القرية أكثر من 600 متر، وهذا ممنوع، والأسوأ من ذلك أن بعض هذه الشركات تعمل خارج الوادي بين الأشجار، واكتشف سكان القرية أن هذه المؤسسات تقوم بإزالة الأشجار ليلاً ودفنها في باطن الأرض، مما أدى لزيادة التصحر، وتم إبلاغ الزراعة بذلك، وهذا الوضع تسبب بأضرار جسيمة للمواطنين وإصابتهم بأمراض مثل الربو والحساسية»، وأضاف أن «الطريق المؤدي من مركز الشقيق إلى قرى المحرق - المزيرعة - الكرشة - الرصاصة، طُمر بالرمال بشكل كبير، وعلقت به العديد من المركبات مع هبوب موسم الغبار، وهو متعثر من 14 عاماً، وفي أيّام الغبار ينقطع تماماً بسبب تراكم الرمال الزاحفة فيه، وكذلك في موسم السيول».

الرياح النشطة

توقعت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها عن حالة الطقس أمس، بأن يستمر تأثير الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار التي تحد من مدى الرؤية الأفقية على الجزء الجنوبي من ساحل البحر الأحمر، وكذلك تشمل الخط الواصل ما بين الليث وجازان، والأجزاء الشرقية من المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية، إضافة إلى مناطق الشرقية والرياض ونجران وأجزاء من منطقتي الحدود الشمالية والجوف، في حين تكون السماء غائمة جزئيًا تتخللها سحب رعدية خلال فترة ما بعد الظهيرة على مرتفعات جازان وعسير، وأشار التقرير إلى أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر شمالية غربية إلى غربية بسرعة 15-40 كم/‏ساعة، وارتفاع الموج من متر إلى مترين، وحالة البحر متوسط الموج إلى مائج، بينما تكون حركة الرياح السطحية على الخليج العربي شمالية غربية بسرعة 15-40 كم/‏ساعة، وارتفاع الموج من متر إلى مترين، وحالة البحر متوسط الموج، وحذرت الهيئة من تدني الرؤية في محافظات: أبوعريش، الريث، الداير، الحرث، الطوال، العارضة، العيدابي، بيش، فرسان، هروب.

استنفار في جازان

استنفرت منطقة جازان جهودها في مواجهة التقلبات الجوية، وما صاحبها من عواصف ترابية ورياح موسمية وهطول أمطار متفرقة التي شملت عددًا من المحافظات والمراكز والقرى.

تفعيل الخطط

قال المتحدث الرسمي لإمارة جازان المكلف عادل بن أحمد الزائري إن «أمير جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز على تواصل مستمر مع محافظي المحافظات وأمانة المنطقة ومديري الشؤون الصحية والمرور والدفاع المدني والطرق والنقل وهيئة الهلال الأحمر وشركة الكهرباء والأجهزة الأمنية والقطاعات الحكومية ذات العلاقة؛ للاطلاع على آخر المستجدات والتأكيد على الجميع بمباشرة الحالات والتواجد الميداني ومضاعفة الجهود وتوفير الكوادر البشرية والمعدات والآليات اللازمة لمواجهة أي حوادث أو طارئ، مبينا أهمية تفعيل خطط الحماية والسلامة حفاظاً على الأرواح والممتلكات وإحاطة أمير جازان أولا بأول بأي مستجدات تطرأ على وضع الطقس بسبب الرياح الموسمية بالمنطقة خلال الفترة المقبلة، مطالبا بضرورة توخي الحيطة والحذر خلال القيادة بالطرقات العامة والالتزام بالأنظمة والقوانين المرورية.

تسخير الإمكانات

شرعت أمانة منطقة جازان وبلدياتها الـ26 المرتبطة بها في تسخير كل الإمكانات لمواجهة موسم الغبار الذي تشهده المنطقة هذه الأيام، واشتملت على تكثيف الجهود الميدانية المدعمة بالآليات والمعدات والعمالة لإزالة الأتربة والكثبان الرملية على الطرق الفرعية والرئيسية التي تسببت في إعاقة الحركة المرورية. وأوضح أمين منطقة جازان نايف بن سعيدان أن «الأعمال الميدانية مستمرة على فترتين صباحية ومسائية لمواجهة تداعيات وآثار التقلبات الجوية والرياح الموسمية وتوفير الكوادر البشرية والمعدات والآليات اللازمة لمواجهة أي حوادث أو طارئ»، مؤكدا أن هناك متابعة يومية للأعمال المنفذة بدون تأخير، مطالبا المواطنين والمقيمين بالتعاون والإبلاغ عن الأماكن المغلقة والمتضررة نتيجة الغبار بالاتصال على الرقم الموحد 940 الذي يعمل على مدار الساعة.

تخطيط عمراني

أبان محمد القاضي أن «السبب في طمر هذه القرى بالرمال الزاحفة كونها مُحاطة بأراضٍ فضاء، ومحملة بأطنان من الرمال، والحل عمل رفع مساحي لها جميعا من مركز الشقيق وإلى محافظة بيش، والعرض على وزارتي الشؤون البلدية والإسكان، وطلب تخطيطها عمرانيا بشكل فني وهندسي وتقسيمها على مساحة 20×20 متر على الأقل، وتوزيعها على أهالي المحافظة الذين ليس لهم أراضٍ، ولم تمنحهم الدولة سابقا أراضي، وبهذا نحل مشاكل عدة منها: حل مشكلة زحف الرمال، وتوفير الأراضي والمساكن للعموم، وتعمير الأراضي».

استنفار البلديتين

استنفرت بلديتا الدرب والشقيق لإزالة الرمال الزاحفة والمتراكمة في الشوارع وعلى منازل القرى التابعة لمركزي الشقيق وعتود. وأوضح رئيس بلدية الشقيق المهندس غصاب العتيبي أن «البلدية أعدت خطة وتدابير لإزالة الرمال الزاحفة والمتجمعة لتسهيل الحركة المرورية وفتح الطرقات»، مشيرا إلى إزالة الأتربة من طريق الشقيق الرصاصة وإخراج السيارات العالقة رغم أن الطريق لا يتبع للبلدية وإنما للمواصلات.