حاصرت إشاعات الاستقالة رئيس الوزراء المصري عصام شرف، بعد وعكة صحية أُدخل على إثرها المستشفى مساء أول من أمس، غير أن المتحدث باسم مجلس الوزراء السفير محمد حجازي نفى ما تردد بشأن استقالته، مؤكدا أن شرف يخلد للراحة بناء على نصيحة الأطباء بعد استكماله الفحوصات الطبية التي أجراها بعد تعرضه للإجهاد الشديد، وأنه سيواصل مشاوراته لإتمام التعديل الوزاري عقب عودته.

ويواجه شرف ضغوطا عدة، أكثرها ضراوة تزايد أعداد المعتصمين والمضربين عن الطعام بميدان التحرير، وميادين أخرى، اعتراضا على التشكيل الوزاري الذي لم ير النور بعد، مما أدى إلى اعتذار المرشح لوزارة التجارة والصناعة الدكتور أحمد فكري عبدالوهاب عن قبول المنصب، لكونه رجل أعمال، بالإضافة إلى استبعاد المرشح لوزارة الآثار الدكتور عبدالفتاح البنا لكثرة المعترضين عليه من بعض العاملين بالوزارة، كما طلب مجلس الوزراء من وزير الخارجية محمد العرابي الذي سبق وتقدم باستقالته تسيير شؤون الخارجية لحين الإعلان عن التشكيل الجديد بشكل كامل.

وقال عضو حزب الجبهة الديموقراطي، الناشط أحمد عبدالسميع "أعداد المضربين عن الطعام وصلت إلى 51 حالة بعد الحديث عن احتمال محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك الشهر المقبل داخل المستشفى الذي يرقد به بشرم الشيخ، بالإضافة إلى عدم الاستجابة لباقي مطالب الثورة، المتمثلة في تشكيل مجلس رئاسي مدني، والتعجيل بالمحاكمات لقيادات النظام السابق، وتشكيل حكومة خالية من أي أعضاء للحزب الوطني "المنحل".

وفيما تتركز جميع جهود القوى السياسية على الحكومة الجديدة، وطبيعة الفترة الانتقالية، انصرفت أنظار الجماعة السلفية إلى الدعوة لوقفة سلمية بعد صلاة الجمعة المقبل في جميع محافظات مصر، "من أجل هوية مصر الإسلامية"، وإعلان رفضها المطلق للمبادرة التي أعلنها المجلس العسكري المتمثلة في رفض المبادئ فوق الدستورية.

إلى ذلك انتقد المرشح المحتمل لمنصب الرئاسة المصرية الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ترشيح اللواء عمر سليمان لذات المنصب، مطالبا بمحاسبته على كل ما حدث خلال الفترة الماضية لأنه كان أحد أعمدة النظام السابق ويتحمل المسؤولية كاملة خلال فترة رئاسة مبارك.

ولم يحتل أبوالفتوح أية نسبة في استطلاع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي تم طرحه في 19 يونيو الشهر الماضي بين جميع المرشحين المحتملين لرئاسة مصر، بينما حل الدكتور محمد البرادعي في المركز الأول، يليه المفكر الإسلامي محمد سليم العوا، ثم زعيم حزب الغد أيمن النور، وفي المركز الرابع كان عمر سليمان.