"إننا نفتقر إلى المجتمعات والفرق والجماعات المسرحية الإبداعية التي تساهم في تنشيط الحركة المسرحية".. كلمات استهل بها الناقد والكاتب المسرحي المصري الدكتور عمرو دوارة حديثه في ندوة "المسرح وآفاق المستقبل", والتي نظمتها لجنة المسرح بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، أول من أمس.
وسلط دوارة الضوء على العديد من القضايا المسرحية التي كانت وما زالت ملحوظة في المجتمع المسرحي.
يأتي تنفيذ الندوة التي أدارها عباس الحايك، في إطار العمل الرامي إلى نشر الثقافة المسرحية وفنونها ومستقبل الحركة المسرحية في الوطن العربي. وتطرق دوارة إلى أن المتعة في العمل المسرحي تأتي من باب البحث عن العناصر الجمالية واكتشاف السبيل إليها، قائلاً "إن الإبداع الحقيقي في المسرح هو الذي يعطيك الفرحة والمتعة، لأن المسرح في أساسه فن إمتاعي والممثل الهاوي أو العاشق هو من يستطيع أن يضيف للعمل المسرحي بعداً جمالياً لا يتوفّر إلاّ فيه ولا يتحقّق إلاّ به.
وتابع قائلاً "إن كل أنواع المهارات عند الممثل والتي تنتج نوعاً من الخبرة الجمالية المشبعة من وجهة نظر الفنان، ما هي إلاّ تعبير عن الخبرات الوجدانية الخاصة بالفنان وتوصيلها للآخرين؛ والممثل الناجح أو العاشق للمسرح هو ذلك الممثل الذي يهب نفسه ووقته كلياً للمسرح عبر الأخذ والعطاء في الرأي والمشورة والاستفادة من خبرة الآخرين.
وأشار إلى أن اللغة المسرحية لا بُد أن تكون ذات جماليات, مؤكداً أن المسرح ما زال جماله يتحقق من خلال العلاقة المباشرة اللحظية وهي العلاقة المطلوبة بين الممثل والمتفرج وحركة الأول على الخشبة، مضيفاً أن ما ينقصنا هو التنظير وتطويع الأعمال المسرحية للإمكانات لاسيما في هذا النوع من أنواع المسرح وهو المسرح الفقير في عناصره المادية أو الملموسة مثل الموسيقى والأزياء والديكورات الفنية والمؤثرات والغني بعناصره البشرية.
وعلى هامش الندوة طالب المسرحيون من خلال المداخلات في الندوة بتعزيز التواصل من خلال عمل ورش فنية ونقدية والتركيز على أهمية الندوات المسرحية وضرورة وجود هكذا نوع من الأنشطة لتطوير قدرات وإمكانات الممثل والمخرج على حد سواء التي تفضي إلى تربية مسرحية هادفة.