طور الباحثون من خلال دراسة حديثة ما ابتكره العلماء عن فرضية رد الفعل عن طريق حركات عضلات الوجه (facial feedback hypothesis). وهي فكرة أن التبسم قد يجعلك أكثر سعادة وأن العبوس قد يجعلك أكثر حزنا وغضبا – أي أن تغيير تعابير وجهك قد يعزز أو حتى يغير من مزاجك. ولكن الباحثين وجدوا أن هذه الظاهرة قد تكون أكثر تعقيدا مما اعتقدوا سابقا، حيث اكتشفت الدراسة الحالية أن الاعتياد على إجبار تعابيرك على شكل ابتسامة قد يكون ذا تأثير سلبي.

العودة إلى الماضي

راجعت الدراسة الحديثة بيانات حوالي 50 عاما مضت، بما في ذلك نتائج 300 تجربة تختبر فرضية رد الفعل عن طريق الإيماء، واكتشفت أنه إذا كان التبسم يعزز من السعادة، فإن ذلك يحدث بنسبة ضئيلة فقط. ويقول الباحثون بعد فحص جميع الأرقام، إن النتائج تشير إلى أنه إذا ابتسم 100 شخص، فإن حوالي 7 أشخاص فقط قد يُتوقع منهم أن يشعروا بسعادة أكثر من لو أنهم لم يبتسموا.


تعابير أخرى

كما درست الدراسة التي نشرت في مجلة "Psychological Bulletin" تأثيرات عدد من تعابير الوجه الأخرى، بما في ذلك التذمر والعبوس، وحاولت أن تفهم بشكل عام المدى الذي به تستطيع تعابير الوجه الإيجابية أن تولد مشاعر إيجابية، وتعابير الوجه السلبية أن تولد مشاعر سلبية.

جدل 100 عام

قال قائد الدراسة نيك كولز: "أثبتت النتائج أن التأثيرات كانت صغيرة جدًا، كما أضافت جدلًا استمر 100 عام على الأقل – منذ ظهور علم النفس" واستمر الجدل حول إذا ما كان التصرف البسيط بتغيير عضلات الوجه إلى شكل الابتسامة يستطيع أن يجعل الفرد يشعر بسعادة أكثر والذي قد زاد إثارة في السنوات القليلة الماضية. في دراسة أخرى، تم نشرها في 2016، أثبتت فشل 17 مختبرا حول العالم في تكرار القطعة المئوية من الدراسة التي قد وضحت أساسا الرابط بين التبسم والمشاعر.

الدراسة الأساسية

نشرت الدراسة الأساسية في 1988، واكتشفت في ذلك الوقت أن الأشخاص الذين حملوا قلما بين أسنانهم – مجبرين على أن يشكلوا ابتسامة – قيموا أفلام الكرتون على أنها مضحكة أكثر من هؤلاء الذين لم يحملوا أقلاما بين شفاههم لتشكيل وجه مبتسم. لم يدرك المشاركون أنهم كانوا مبتسمين أو عابسين – اعتقدوا أنهم كانوا يجربون الطرق التي قد يستخدمها ذوو الاحتياجات الخاصة من أجل الكتابة.

إعادة النتائج

فشلت العديد من المختبرات في إعادة إنتاج النتائج؛ لذلك كانت صدمة كبيرة، ولكن في 2018 عندما قام باحثون بإعادة إجراء التجربة مرة أخرى، وكانوا قادرين على تكرار النتائج، لطالما كان المشاركون غير معرضين للملاحظة أو التصوير. وأوضح عالم نفسي في جامعة ويسكونسن- ماديسون باولا نيدينثال "أن الأمر أصبح معقدًا، إذ إن جزءا من السبب للنتائج المختلفة قد يكون وجود العديد من الأنواع المختلفة من الابتسامات، وهذا يوضح أن جميع الابتسامات ليست ابتسامات حقيقية من الفرح، فهناك فروقات واضحة في ديناميكية كل تعبير".

حركات عضلات الوجه (facial feedback hypothesis):

هي فكرة أن التبسم يجعل الشخص أكثر سعادة وأن العبوس يجعله أكثر حزنا وغضبا

أنواع الابتسامات:

ابتسامات ساخرة

ابتسامات متكلفة

ابتسامات بسيطة