اختصرت حرارة الصيف يوم جدة السياحي هذا العام إلى 12 ساعة فقط ، وتميزت ساعات الصباح بالهدوء التام ، فيما زخر المساء بالحركة والزحام. فحرارة الصيف التي تلهب أجواء جدة هذه الأيام اضطرت المصطافين وزوار المدينة والمتنزهين من أهلها لإرجاء أوقات النزهة حتى ساعات المساء، وتكاد الساعة الرابعة عصراً أن تكون هي موعد الانطلاق الحقيقي للنزهة في جدة.
ورغم أن درجات الحرارة لا تبدو معتدلة إلا مع دخول الظلام، لكن الساعات التي تسبق ذلك الوقت تأخذ معها المتنزهين إلى أسواق جدة ومراكزها التجارية ومطاعمها الشهيرة الواقعة على الكورنيش وشارع التحلية وبعض الشوارع الرئيسية، ونظراً لأن أغلب المتنزهات الرئيسية والأماكن المعدة خصيصاً لصيف جدة ولمهرجان هذا العام لا تبدو في الذروة إلا بعد التاسعة مساءً ، فإن المتنزهين يتوجهون إلى البحر من أجل قضاء ساعات من التمتع بمنظر البحر قبل أن يحين موعد الرحيل إلى أنشطة الموسم السياحي في صيف جدة غير 32.
وعند الساعة التاسعة مساءً تختنق الحركة المرورية نظراً لكثافة الزوار، ورغم المعاناة من بعد المسافة بين مختلف الفعاليات إلا أن التنوع في تقديمها جعل من سياحة هذا العام أمراً مختلفاً في المدينة التي ظلت بعيدة عن المأمول سياحياً لسنوات طوال قبل أن يستغل القائمون عليها هذا العام من أجل الترويج للسياحة الداخلية بتكثيف الفعاليات ومحاولة تسهيل وصول الزائرين والمصطافين إلى أماكن الفعاليات وتقديم فعاليات تناسب كافة أفراد العائلة.
ولفت سلطان البازعي إلى أن التنوع في الفعاليات أمر جيد ولكن هناك عددا من الاحتياجات التي يجب أن يكون لها حضور في الأعوام المقبلة، مستشهداً بغياب الأماكن التاريخية والثقافية عن مهرجان هذا العام.
وطالب مبارك الأسمري بضرورة التنسيق بين الجهات القائمة على الفعاليات، حيث يتمكن المصطافون من زيارة كافة الفعاليات، كما يطالب أيضاً بالرقابة على الجهات التي تقدم الفعاليات، مشيرا إلى أن درجات الحرارة العالية تجبر المصطافين على تأخير خروجهم للنزهة حتى ساعات المساء لتجنب الإجهاد أو التعرض لضربات الشمس.
وأشار وليد الأسمري إلى أن هذا العام اختلف عن الأعوام السابقة بتقديم فعاليات في مختلف المناطق لإرضاء المصطافين وتقديم المفيد لهم حتى تكون السياحة الداخلية وجهة مفضلة للسعوديين خلال الأعوام المقبلة.