"إن تحليلات الأخ قائد الثورة لمجريات الأحداث واضحة وعميقة.. وأنا معتز بهذه الزيارة"، مقولة صرح بها صاحبها منذ تسع سنوات عند لقائه القذافي. لم يقلها أحد السياسيين، فما يقولونه خاضع للغة المصالح، بل قالها شيخ يعد نفسه الآن رئيسا للعلماء المسلمين في العالم وهذا الاتحاد، هو يوسف القرضاوي نفسه، هو من قال بعد ثماني سنوات: اقتلوا القذافي ودمه في رقبتي.. شيخ الثورات ومرجعية المسلمين كما يصوره "الإخوان المسلمون" والبديل "المودرن" للإسلام البدوي، أو الصحراوي أو حشرات السلف، كما وصفهم يوسف ندا منسق العلاقات الدولية للإخوان في مقالة له. الإخوان الآن بدؤوا في المرحلة الأخيرة من خطتهم في دول الخليج وبدؤوا بالإمارات التي صبر حكامها عليهم صبر أيوب، فكم حاول حكام الإمارات احتواءهم باللين، وما تعاملهم بالرفق مع جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي إلا دليل على حلمهم الذي قابلوه بالنكران. هذه النقلة التكتيكية للهجوم هي بداية لما بعد سورية، وضربة مدروسة من التنظيم، ورسالة مفادها أننا الآن قوة ولاعب أساسي في المنطقة، فإما التحالف معنا أو فتح أبواب الجحيم الإعلامي والحشد للفوضى. الغريب أن الشيخ أيضا له صلة قوية بالذراع الحركي للثورات؛ فزوج ابنته هشام مرسي رئيس أكاديمية التغيير الذي يدرب الشباب العربي على الثورات السلمية، وتطبق أسلوب بيتركرمان (سبق إشارة إليه في مقال سابق)..الإمارات الآن في مرمى النيران والدور قادم على البقية. كتبت محذرا قبل خمسة أشهر من أن الطمع الإخواني في حكم الخليج سيبدأ.. وسيدمرون من يقف أمامهم. زمجر الشيخ على الملأ مهاجما شيوخ الإمارات (اللي عندهم شوية فلوس)، وليته تذكر أن الله أرسل من هو أكرم منه النبي موسى لأطغى أهل الأرض فرعون، فأمره (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى). صنفونا منذ سنوات وجعلوا علماءنا الربانيين علماء سلاطين، وأصبح العلامة هو مثير الفتن وشاحن الغوغاء، لكننا نسألهم في اتحادهم للعلماء المسلمين: ما رأيكم لمن يعطي بيعته وثمرة فؤاده لأمير تنظيم أو مرشد عام؟ هل سيجيبنا الشيخ أو يحيلها إلى الأمين المساعد للاتحاد المشرف على ملتقى النهضة؟ ألم أقل لكم إنهم بدؤوا؟