أكدت سلطات جبل طارق أنها احتجزت الناقلة الإيرانية الحاملة للنفط إلى سورية منتهكة العقوبات، بقرار اتخذته الحكومة، وليس بأمر من أي دولة أخرى.

وكان وزير الخارجية الإسباني صرح بأن السفينة احتجزت في المياه المقابلة لمنطقة جبل طارق البريطانية على الطرف الجنوبي لإسبانيا، بناء على طلب الولايات المتحدة، إلا أن حكومة جبل طارق قالت في بيان «لم نتلق طلبا سياسيا في أي وقت من أي حكومة».

وأضافت «تم اتخاذ قرارات حكومة جبل طارق بشكل مستقل تماما، بسبب انتهاكات للقانون الحالي، وليس استنادا إلى أي اعتبارات سياسية خارجية».


واستدعت طهران السفير البريطاني لديها للاحتجاج على احتجاز الناقلة، ودعت، أمس، إلى «الإفراج الفوري عنها».

غضب طهران

جاء الاحتجاز على خلفية ما يمثله النقل من انتهاك لعقوبات مفروضة من الاتحاد الأوروبي، في تطور أثار غضب طهران، وأوحى بتصعيد المواجهة بينها وبين الغرب، حيث استدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني للتعبير عن «اعتراضها الشديد على الاحتجاز غير القانوني وغير المقبول» لسفينتها.

وأزالت تلك الخطوة الدبلوماسية أي شك بشأن ملكية إيران للناقلة التي ترفع علم بنما، ويشير تسجيلها إلى أن مقر الشركة التي تديرها سنغافورة.

ورحب مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بالخطوة البريطانية قائلا «نبأ ممتاز».

وأضاف أن أميركا ستواصل مع حلفائها منع الحكومتين السورية والإيرانية «من التربح من هذه التجارة غير المشروعة».

وتشير بيانات للشحن أنه جرى تحميل الناقلة بنفط إيراني قبالة السواحل الإيرانية، على الرغم من أن وثائقها تقول إن النفط مصدره العراق.

وتحظر أوروبا شحنات النفط إلى سورية منذ عام 2011، لكنها لم تحتجز من قبل ناقلة في البحر بموجب تلك العقوبات، وعلى خلاف الولايات المتحدة لم تفرض أوروبا عقوبات موسعة على إيران.

تزويد

تزود إيران حليفتها سورية منذ فترة طويلة بالنفط، على الرغم من العقوبات، لكن ما استجد هو العقوبات الأميركية على إيران، والتي فرضت بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني.

وبسبب تقييد قدرة إيران على نقل النفط عانت المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة من نقص حاد في الوقود، وفي مايو استلمت سورية أول إمدادات نفطية أجنبية منذ 6 أشهر مع وصول شحنتين إحداهما من إيران.

والناقلة (جريس 1) كانت واحدة من 4 ناقلات تشارك في شحن زيت الوقود الإيراني إلى سنغافورة والصين، في انتهاك للعقوبات الأميركية.

وتظهر بيانات الشحن أن سعة الناقلة تبلغ 300 ألف طن، وأنها ترفع علم بنما وتشغلها شركة (آي شيبس مانجمنت)، التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها، غير أن هيئة بنما البحرية ذكرت أن الناقلة لم تعد مقيدة في سجلاتها للسفن الدولية، اعتبارا من 29 مايو.

توثيق

جرى توثيق تحميل (جريس 1) بزيت الوقود في ميناء البصرة في العراق في ديسمبر، رغم أن الميناء العراقي لم يسجل توقفها به (ما يؤكد عم صحة التوثيق)، وكانت أنظمة التتبع بها مغلقة.

وعاودت الناقلة الظهور بالقرب من ميناء بندر عسلوية الإيراني، وهي محملة بالكامل.

وقال مصدر في المخابرات إن الناقلة ربما قطعت الرحلة حول إفريقيا لتجنب المرور من قناة السويس إذ أن الناقلات العملاقة من هذا النوع عليها أن تفرغ حمولتها ثم تحملها مجددا، بعد العبور مما كان سيعرضها لاحتمال الاحتجاز.

تهديد

في تصعيد واضح، هدد أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي أمس بأنه إذا لم تطلق بريطانيا الناقلة، فإن إيران ستتخذ إجراء مماثلا ضد ناقلة بريطانية.

وتؤكد إيران أن الناقلة تم اعتراضها في المياه الدولية، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية إن ما قامت به وحدة البحرية البريطانية «يرقى إلى أعمال العصابات البحرية».

غضب إيران العارم يؤكد تابعية الناقلة لها

طهران تهدد بالرد باحتجاز ناقلة بريطانية

وثائق تثبت أن الناقلة التي ترفع علم بنما غير مسجلة

وثاق غير صحيحة تدعي أن الناقلة حملت من ميناء البصرة

الناقلة تدور حول رأس الرجاء الصالح لتجنب احتجازها