في هذه الأيام يستمتع أولادنا وبناتنا ومعلموهم بإجازة منتصف الفصل الدراسي، وهي إجازة جميلة فاتت على الجيل الذي أنتمي إليه، والذي لا يعرف إلا إجازة العيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى.. فقط لاغير!

هنيئا لكل من استفاد من هذه الإجازة، التي يؤمل أن تجدد النشاط وتطرد الملل من النفوس. ولا بد أن المسؤولين عن التعليم قد درسوا الأمر بعناية، عند إعدادهم للتقويم الأكاديمي، لكن الشيء الذي (على الأرجح) لم يؤخذ في الحسبان هو التسيب وفقدان الانضباط الذي يحدث في الأسبوع الذي يسبق موعد الإجازة المعتمدة، حيث يعطي الطلاب والطالبات أنفسهم إجازة "اعتباطية" ويحجمون عن الذهاب لمدارسهم بحجة أن (غالبية الطلاب ستغيب، وبالتالي لن يشرح المدرس شيئا جديدا).

لعل الوقت قد حان لدراسة هذه الظاهرة المخجلة، والتعرف على موطن الخلل، هل هو تهاون من إدارات المدارس، أم إنه بتشجيع (غير مباشر) من بعض المعلمين، وذلك من باب (لم آمر بها ولم تسؤني!)؟

في محاضرة سابقة للدكتور أحمد الربعي وزير التربية والتعليم الكويتي حينئذ، ذكر أن معدل العام الدراسي "الفعلي" في دول الخليج يبلغ 132 يوما مقارنة بـ 190 يوما في اليابان، أي بزيادة في الجرعة التعليمية نسبتها 44%، مما ينذر بتخريج جيل جديد ضعيف في التحصيل العلمي، معتاد على التراخي والكسل، بارع في اختلاق الأعذار، ميال لتحقيق ما يريد بأساليب "اعتباطية".. وسلامتكم.