يأتي صيف هذا العام استثنائيا بجميع المقاييس، حرارة الطقس وحرارة الأجواء المحيطة، وقلة الخيارات من الوجهات السياحية الخارجية، وتزايد الشكوى من تدني الخدمات. فلا مقاعد تكفي على الطائرات ولا محطات على الطرق ولا استراحات.. تقدم ما يليق بأكبر بلد نفطي في العالم، ولا مساجد أو مصليات تليق بقبلة المسلمين وأكثر من ينفق على ما يتعلق بالدعوة إلى الله والشؤون الإسلامية، ناهيك عن دورات المياه التي لا تعكس ما أمر به الإسلام من حث على الطهارة والنظافة. وما زلنا نتحدث عن الصلاحيات ومن هي الجهة المخولة بالإشراف والرقابة.
وبالرغم مما حاولت وتحاول الهيئة العامة للسياحة والآثار منذ تأسيسها قبل ما يزيد على عشر سنوات أن تقوم به في نشر ثقافة السياحة إلا أن النتائج لا تكاد تبين لأسباب معلومة ومجهولة.
فجل المسؤولين عن القطاعات الخدمية لا يعانون مما يعاني منه المسافرون والعابرون فهم ليسوا ممن يسافر بالقطار الوحيد، أو الحافلات أو حتى ممن يسافر سفرا طويلا بالسيارات فهذا لأصحاب الدخل المنخفض والمضطرون. أما أولئك فسفرهم في المطارات عن طريق بوابات خاصة أو ما يسمى بالمكاتب التنفيذية، كما أن بعضا منهم لا يقضون إجازاتهم أصلا داخل المملكة فلا يكتوون بمستوى المرافق ولهيب الأسعار الذي لا يوازي الخدمات المقدمة.
كما أن الارتجال وعدم التخطيط لدى كثير من الأفراد والأسر يزيدان من عظم المشكلة، إضافة إلى أن بعضا ممن يُدعون مستثمرين في القطاع السياحي لا يرون الاستثمار إلا من زاوية ضيقة.
فالسياحة ابتداء ثقافة، فصناعة تعتمد على جملة من الخدمات المرتبطة والمتكاملة وبمستوى ومعايير عالمية محددة.
وأعلم أن هيئة السياحة تبذل جهودا مكثفة لنشر ثقافة السياحة وأنماطها وتطوير هذه الصناعة ورفع مستوى الخدمات ولكنها ليست الجهة الوحيدة التي بيدها الأمر كله، فالمطلوب أن يعي الجميع مفهوم السياحة وعوائدها وآثارها الإيجابية المتعددة وأن تتضافر جهود كافة القطاعات وأن يستوعب المستثمر والسائح دوره، أما ما يحدث الآن فلا يتجاوز أن يكون اصطيافا وليس سياحة. وأستغفر الله لي ولكم.