شعور علي خامنئي الذي تجلى في خوفه وذعره من تطورات العام الحالي، له جذور في حقيقة أن المقاومة الإيرانية استطاعت، بعد خروجها المنتصر من العراق أن تتخطى العديد من العوائق الماضية، وتركز حاليا فعالياتها في داخل المدن الإيرانية.
هذا الموضوع كان صادما جدا بالنسبة للنظام، بحيث إن رؤوس النظام من خامنئي حتى بقية مسؤوليه اعترفوا به علنيا عدة مرات.
في الفترة التي سبقت خروج المجاهدين من العراق استطاع الملالي أن يضعوا هذه المقاومة تحت ضرباتهم، وذلك بالاستعانة بسياسات الاسترضاء القذرة التي كانت تطبق بالتعامل مع الملالي، ولكن المشهد قد تغير اليوم كليا، وبفضل ثبات هذه المقاومة المؤثرة تم دق ناقوس نهاية عمر هذا النظام.
إن تغيير الظروف والعبور الناجح للمقاومة من بين هذه العوائق هو من الفنون الفريدة التي تتحلى بها قيادة المقاومة الإيرانية ومنظمتها الرائدة. أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. والإثبات الجلي لهذه الحقيقة في الأعوام الماضية يتجلى في خوف وإرهاب الملالي ومحاولاتهم شيطنة المقاومة الإيرانية. فهم دخلوا نطاق العمل وبشكل واسع في العام الماضي في محاولة منهم لتوجيه ضربة للمقاومة، وحتى أنهم استخدموا دبلوماسييهم في صالح وخدمة الإرهاب. لذلك بحث الملالي عن الحفاظ على بقائهم في إبادة المقاومة. لكن كما يقول المثل الشعبي الإيراني (لا يمكن إعادة الماء المسكوب). طريق سقوط الملالي لا رجعة فيه.
الآن وفي ظل هذه العملية والمرحلة التي صنعتها وحدها المقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني، تعرضت سياسية وإستراتيجية حكومات دول العالم لتغييرات حقيقية. فالعقوبات الاقتصادية ضد النظام الإرهابي الحاكم في إيران وصلت لنقطتها القصوى، وفشلت سياسات الاسترضاء مع النظام، لأنها لم تؤد سوى لإبادة إيران ونشر الحروب وتوسع الإرهاب في المنطقة فقط. الآن لا أوروبا ولا حتى روسيا تستطيع أن تنقذ هذا النظام من الأزمات المستعصية التي يواجهها في الداخل والخارج.
وما يثير الاهتمام أكثر في ظل هذه الظروف هو قمم مكة التي أثبتت صحة هذه الحقيقة في القرارات التي اتخذتها، وهي أن النظام الإيراني سبب أساسي في نشر الحروب وعدم الاستقرار في المنطقة. لقد استطاع الملالي من خلال سوء استخدامهم لسياسات وإستراتيجيات الآخرين الخاطئة أخذ أقسام من هذه المنطقة وخاصة العراق كرهينة، ويتخذون منها منصة لنشر التطرف والإرهاب وقتل المعارضين. إن احتجاج العراق على قرارات قمة الرؤساء العرب في مكة يثبت أن هذا البلد ما زال تحت سيطرة نظام الملالي. لذلك فإن إخراج الملالي من هذا البلد واقتلاع عملائه من العراق ضرورة حتمية.
المقاومة الإيرانية أعلنت عدة مرات أنه إذا لم يتم اقتلاع قلب الأصولية الإسلامية في بيت العنكبوت الخاص بولاية الفقيه سيستمر حزب الشيطان وداعش وبقية المجموعات الإرهابية التابعة لهذا النظام في الحياة.
وفي ظل العملية التي نشاهد استمرارها الآن نجد أن سقوط نظام الملالي متاح بشكل كامل وقريب الحدوث. خلال هذه العملية فإن المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية ستعزز من أمنها واستقرارها أكثر من أي وقت مضى، من خلال دعمها للانتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني، وسيكون الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية من جانبهم في الخطوة القادمة. هذه هي نقطة التحول التي سيشهدها ميزان القوى العالمي والإقليمي، وهذا ما يخشاه الملالي وهم مذعورون منه بشدة.
وما يثير الدهشة بشكل أكبر هو سلسلة المظاهرات التي أذعرت الملالي فيما يتعلق بالمقاومة الإيرانية وموقف النظام المهتز والمنهار في هذا الصدد. وكل ما نراه من شعارات وتباهٍ بالقوة الزائفة وحتى موضوع التهديدات العبثية والفارغة التي يطلقها النظام ضد هذا وذاك، هي مجموعة من الإجراءات المكررة التي يقوم بها كل ديكتاتور يمر في مراحله النهاية. مع فرق بسيط هو أن هذه الدكتاتورية ضعيفة جدا وفارغة ومنهارة بشكل كبير.
الآن ونحن نعيش في الأيام والأشهر الوسطى من العام الميلادي الجاري والتي تصادف غالبا حدوث مجموعة فعاليات سنوية للمقاومة الإيرانية على كلا جانبي الحدود. لذلك ما من شك أن عقارب ومجسات استشعار خامنئي قد وضعت على اللون الأحمر وخوف الملالي وذعره وصل لنقطته القصوى.
المقاومة الإيرانية تمتلك دورا مميزا في توازن القوى الحالي وفي المشهد الداخلي والدولي الموجه ضد النظام، والنشاطات الواسعة التي تقودها قدما ستغير كليا المعادلات في مواجهة الملالي. المقاومة الإيرانية مستعدة ومصممة بشكل أقوى وأكبر من أي وقت مضى على تحقيق المطالب المشروعة للشعب الإيراني والمتمثلة في إسقاط نظام الملالي.