أسفر جهد 160 عضوة من خريجات مدرسة الزهراء أول مدرسة خاصة للبنات في السعودية، عن صدور كتاب "أبونا عمر - تميز وريادة وأصالة" الذي يروي قصة المربي عمر يحيى عبدالجبار "1903 - 1970" مؤسس المدرسة، أحد أبرز رواد التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية. وجاء في مقدمة الكتاب التي كتبتها أستاذة الإدارة العامة بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة ابتسام حلواني، "يحتوي الكتاب على تعريف كامل بالمربي الفاضل الشيخ عمر عبدالجبار من حيث نشأته ورحلاته وصفاته ومؤلفاته وأهدافه النبيلة التي ضمنها الكتب القيمة التي ألفها، كما يتحدث الكتاب عن مدرسة الزهراء للبنات التي تأسست عام 1378هـ بدعم من الملك فيصل، رحمه الله، وذلك قبل الرئاسة العامة لتعليم البنات التي تأسست عام 1380". ويسرد الكتاب حرص الملك فيصل على الوقوف وقفة شجاعة في وجه كل من اعترض على فكرة تعليم البنات، حيث كانت هناك معارضة حادة للفكرة ورفضا شديدا، لكن الملك فيصل صد تلك المعارضة وانطلق يدعم الفتاة لكي لا تحرم من التعليم، وقال للمعترضين: "إن الدولة تفتح المدارس تنفيذا لواجباتها تجاه المجتمع، ولكنها لا تملك إكراهكم على إرسال بناتكم إليها، وما دام هناك احتمال أن تأتي فتاة واحدة في أي يوم من الأيام لتتعلم في هذه المدرسة، فإن المدرسة يجب أن تكون مهيأة ومجهزة مسبقا بالمعلمات وأن تحمي الدولة بقاءها بما لها من سلطة".

مساندة

يذكر الكتاب الواقع في 222 صفحة من القطع المتوسط، أن الملك فيصل كان قد أنشأ على نفقته الخاصة في عام 1375 وتحت رعاية زوجته الأميرة عفت مدرسة دار الحنان بجدة، التي بدأت كدار إيواء ورعاية ثم اكتملت لتضم 5 مراحل تعليمية: الحضانة، التمهيدي أ الابتدائي والمتوسط والثانوي. يتناول الكتاب حياة عبدالجبار، وكيف تمتع بالصلابة والوضوح وعدم التردد مما ساعده على الإقدام لافتتاح مدارس الزهراء الخاصة بالبنات بمكة، في وقت كان فيه تقبل المجتمع للأمر صعبا، بل ومرفوضا، وتلقى المساندة من الملك فيصل، حيث تمكن من الوقوف في وجه كل من أصر على إقفال المدرسة وتحمل الضغوط من أجل الاستمرار في أداء هدفه النبيل. كما يتطرق الكتاب لأدواره التربوية في تأليف الكتب والمناهج التربوية، وكيف لقي في ذلك تشجيعا من أول مدير للتعليم بالمملكة السيد محمد طاهر الدباغ أحد مؤسسي التعليم بالمملكة، ولفت الكتاب إلى اهتمام مكتبة الملك فهد الوطنية بجمع الإنتاج الكامل لعبدالجبار كونه أحد رواد التربية التعليم في المملكة، وتميز بغزارة الإنتاج في تأليف الكتب التعليمية والمناهج التربوية.


شهادات

وأورد الكتاب مجموعة شهادات عن عبدالجبار لعدد من الشخصيات، ومنهم: عبدالقدوس الأنصاري وعلوي المالكي ومحمد بن مانع والدكتور عبدالله الغذامي الذي قال في شهادته "درست وأنا صغير على كتب ومناهج ألفها عمر عبدالجبار، رحمه الله، وكانت كتبا جيدة، ومختصرة ودقيقة وعلمية، ومن الناحية الإجرائية كانت تربوية من الدرجة العالية".