الحوار كان نهج الأنبياء مع أقوامهم في مختلف أزمنتهم وأمكنتهم من نبي الله نوح إلى خاتم النبيين محمد عليه وعليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام، حيث لم ينقل لنا القرآن الكريم سيرة نبي أو رسول لم يسلك نهج الحوار مع قومه، فالقرآن دعا إلى الحوار الذي لا يكون مثمراً إلا بإعمال العقل وطاقة الفكر الإيجابي، وأيضاً تأصيل ثقافة الحوار مع المرأة، وتشجيعها باختلاف أدوارها الاجتماعية التي يغفل عنها كثير، وما هذا إلا دلالة على مكانتها وكرامتها عند الله عز وجل. لذلك فإننا مطالبون عند فشل تأسيس قيمة الحوار ونشر ثقافته وأهميته داخل الكيان الأُسَري، بالاهتمام بإعادة بناء البرامج الحوارية الأسرية من خلال المؤسسات الاجتماعية المعنية بعلاج الخلافات والنزاعات الأسرية التي تساهم في الحد من ازدياد المشكلات والقضايا الاجتماعية، حيث إن نماذج الحوار الإيجابي والحكيم مع المرأة التي وردت في القرآن الكريم عدة مرات لا بد من الاستناد إليها في تأسيس قيمة الحوار الأُسَري في المجتمع بشكل عام، وتأسيسها في البرامج الخاصة بمعالجة النزاعات والقضايا الأسرية سواء في المحاكم أو مكاتب تسوية المنازعات، أو مكاتب وحدات الحماية الاجتماعية، ومراكز الإصلاح والإرشاد الأُسَري بشكل خاص، (فالحوار مع زوجة إبراهيم عليه السلام، والحوار مع المرأة في قصة موسى عليه السلام «أمه وحاضنته وزوجته»، وكذلك الحوار مع ملكة سبأ في قصة سليمان عليه السلام، والحوار مع المرأة في قصة آل عمران، والحوار مع مريم) جميعها أشارت إلى أدوار المرأة ومكانتها الأسرية، وطرحت نماذج مختلفة لكيفية تعلم الحوار الناجح بين الرجل والمرأة، وإدارة الحوار مع المرأة بما يكفل معالجة أو تفادي مشكلات أسرية يعاني منها مجتمعنا مثل: «حرمانها من حقوقها أو العنف الأُسَري، وعدم استشارتها فيما يخص شأنها الخاص، أو منحها نصيبها في الإرث»، والتفات القرآن الكريم إلى قضية الحوار مع المرأة لأهميته في بناء المجتمع المسلم دعوة إلى أن نطالب أكثر بانتشار ثقافته في الأسرة والمدارس وخطب المساجد وفي جلسات الصلح بالمحاكم، واعتماد مهاراته في برامج تأهيل المقبلين على الزواج للحد من تطور المشكلات الأسرية لماهو أسوأ.
@moudyzahrani