فيما استدعت وزارة خارجية مملكة البحرين، أمس، القائم بأعمال السفارة العراقية لدى مملكة البحرين محمد عدنان محمود الخفاجي، على خلفية ما تعرض له مبنى سفارتها في بغداد من اعتداء وأعمال تخريبية مساء الخميس، من قبل عشرات المتظاهرين العراقيين، أعرب العراق عن إدانته لاقتحام السفارة، معلنا القبض على 54 شخصا من المعتدين الذين كانوا يهتفون بشعارات لأحزاب موالية لإيران.

وأعرب وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، خلال اتصال هاتفي مع نظيره البحريني عن «إدانته لاقتحام» مقر السفارة البحرينية في العاصمة بغداد.

أحزاب موالية لإيران


أحرق نحو 200 متظاهر العلم الإسرائيلي أمام سفارة البحرين في بغداد، محتجّين على ورشة المنامة لمناقشة الخطة الأميركية للسلام في الشرق الاوسط، وقالت البحرين إنّها «تستنكر الاعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى السفارة من قبل متظاهرين وأدى إلى أعمال تخريبية في مبنى السفارة»، محملة الحكومة العراقية المسؤولية التامة لحماية سفارة وقنصلية البحرين وجميع العاملين فيهما.

وبحسب فيديوهات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أحرق المتظاهرون أعلام إسرائيل أمام مقر السفارة البحرينية في بغداد، ورفعوا أعلام العراق وفلسطين، هاتفين بشعارات موالية لأحزاب مقربة من إيران. وأكدت الخارجية البحرينية في بيانها وقوع أعمال تخريبية في المبنى.

تحقيق عراقي

أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، أن القوات الأمنية العراقية ألقت القبض على «54 شخصا من الذين اعتدوا على السفارة»، لافتا إلى أن وزير الداخلية الذي عين قبل أيام عدة وزار السفارة مساء الخميس، شكل «مجلسا تحقيقيا بحق آمر قوة حماية سفارة البحرين لتقصيره بالواجب». وأضاف أنه أصيب 5 من قوات الجيش العراقي بجروح أثناء عملية تفريق المتظاهرين من أمام السفارة.

وضربت القوات الأمنية العراقية الجمعة طوقا أمنيا مشددا في محيط مقر السفارة البحرينية، ومنعت أي شخص من الدخول أو التصوير، بحسب مصور من وكالة فرانس برس متواجد في المكان.

التخلص من التبعية الإيرانية

على الرغم من أن بغداد، التي أعلنت في نهاية العام 2017 «النصر» على تنظيم الدولة الإسلامية، تسعى إلى إثبات نفسها كلاعب دبلوماسي إقليمي ومثال لاستعادة الاستقرار، إلا أن هذه المحاولات تبدو صعبة، وفقا للمحللين الذين يرون استحالة تخلص الأحزاب العراقية من التبعية لنظام الملالي في إيران، الأمر الذي يجعل العراق على صفيح ساخن دائما بسبب التدخلات الإيرانية في العراق، وفرض إملاءاتها على هذه الأحزاب.

وكعادتها تطل إيران برأسها في كل حادث يهدد أمن دول المنطقة، حيث تعد العراق أحد معاقل الميليشيات الإيرانية، وقد سبق أن دعت وزارة الخارجية البحرينية، مايو الماضي، مواطنيها إلى عدم السفر إلى كل من إيران والعراق، تحسبا للأوضاع غير المستقرة التي تشهدها المنطقة.