منذ بدء الحرب، كان هناك جهد لتغيير سرد الأحداث فيما يتعلق بحركة الاحتجاج الشعبي في سورية. وكانت هذه الحركة بمعظمها سلميّة في جميع أنحاء البلاد. وركزت المطالب الأساسية للمتظاهرين في البداية على محاسبة أجهزة الاستخبارات بصورة أكثر على أعمالها، وليس إجبار الأسد على التنحي. إلا أن النظام عارض أي مساءلة أو مشاركة للسلطة، وردّ على المتظاهرين باستخدام القوة، معتمداً على العنف للاحتفاظ بالسلطة منذ ذلك الحين.

وفي عام 2017، علّق الأسد قائلاً: إنّ حلمه هو إنشاء دولة سورية أكثر تجانساً. فهو لا يدعم عودة اللاجئين، وقد اتّخذ خطوات لضمان عدم دخولهم مجدداً إلى البلاد. ويستمر النظام أيضاً في التخلص من جماعات المعارضة واستعادة الأراضي من دون أخذ المظالم الاقتصادية المحلية أو خطط إعادة الإعمار المستقبلية في الحسبان. وفي غضون ذلك، كان الأسد يمنح المزايا لفئة صغيرة من نُخب عالَم الأعمال الذين يدعمون النظام الرأسمالي المحبب. وقد دمّرت هذه التكتيكات مجتمعةً الطبقة الوسطى في سورية إلى حدٍ كبير.

وفيما يتعلق بروسيا، يتمثل الهدف الأساسي لموسكو في سورية بضمان بقاء الدولة. إذ يدرك بوتين أنه يتنافس مع طهران هناك، لكنّه يتأنى في كيفية التصدي للوجود الإيراني. ويشكل ذلك جزءاً من سبب طلبه من إسرائيل الحد من مدى استهدافها في سورية.


وبالنسبة إلى قمة القدس، سترفض روسيا على الأرجح أي مطالب أميركية - إسرائيلية لتقديم تنازلات متعلقة بإيران تقوّض الوجود الخاص بموسكو في المنطقة. وبدلاً من ذلك، سيطلب بوتين على الأرجح تنازلات كبيرة من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين مقابل الوعود باحتواء الأنشطة الإيرانية في سورية في نهاية المطاف. وحتى الآن، ما زال من غير الواضح أي نوع من التنازلات ستكون واشنطن مستعدة لتقديمها. ومهما كان الأمر، لا بد من أن يفهم المسؤولون الأميركيون أن روسيا وإيران تتشاركان هدف تقليص النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. ورغم أن محاولة التسبب بانقسامٍ بينهما قد تؤدي إلى نجاحات تكتيكية قصيرة المدى، إلا أنها لن تؤدي على الأرجح إلى نتائج مهمة على المدى الطويل.

وأخيراً، أوضح الكونغرس الأميركي الحالي أنه لن يدعم أي جهود لإعادة الإعمار في أجزاء سورية التي تخضع لسيطرة الأسد. وما يؤزّم هذا الموقف هو واقع بقاء المصالحة الوطنية السورية مستبعدة إلى حدٍ كبير؛ لأن النظام مصمم على الحكم من خلال «اتباع طرق» التخويف والإكراه.

* سفير الولايات المتحدة السابق في سورية (2011 - 2014).

* معهد واشنطن.