وصف الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة الفنان التشكيلي الراحل علي حمود بأنه لوحة في إنسان، وأنه عرفه دمث الأخلاق متفائلا مبتسماً للحياة، حين كان طالباً في كلية التربية بقسم التربية الفنية ويتردد على مكتبي في كلية الآداب جامعة الملك سعود.

جاء ذلك خلال تدشين محافظ أحد رفيدة سعيد بن محمد آل مجري مساء أول من أمس المعرض الفني للراحل علي حمود، في مركز آل زلفة الثقافي والحضاري بقرية المراغة، وقدم التشكيلي والمصور الفوتوجرافي سعيد عليان ورقة عمل أكد فيها تمتع الراحل بصفات إنسانية مع توجه ديني واضح وجلي، وأنه كان يحمل فكرا دينيا معتدلا بعيدا عن التشدد والتزمت والانغلاق على الذات وكان متعلقا ببيت الله الحرام وقد ودع الدنيا أثناء عودته من أداء العمرة.

ولفت عليان إلى أن الراحل يتمتع بقدر كبير من الذكاء، وكان رجلاً حراً، من عاشره كان يلاحظ ذلك، وأن كرامته فوق أي اعتبار ولا يرضى أن تقيد أفكاره، كان بسيطاً، يلاطف الصغير ويقدر الكبير وكان خلال زياراته للمدارس يتجرد من كونه مشرفاً تربوياً ليعمل مع الطلاب على طاولة واحدة ويفيدهم ويستمتع بالعمل الفني معهم، وأنه كان فنانا أكاديميا صقل موهبته بالدراسة فقد كان يحمل شهادة البكالوريوس في التربية الفنية ثم أعقبها بالماجستير في الفنون الجميلة.

وذهب عليان إلى أن حمود حطم مدلول الأشكال الطبيعية، فككها وحلل أجزاءها ليختزلها ويعيد تركيبها وصياغتها في صورة جديدة وذلك بهدف رفع قيمة الشيء العادي المستهلك للمستوى الفني لتنتج لنا أعمالا فنية تتسم بالابتكار والفرادة والتميز وذلك بالكشف عن القيم التعبيرية واللونية الناتجة عن توظيف تلك الخامات الطبيعية واستخدام قطع سابقة التجهيز تتداخل مع بعضها لإيجاد روح جديدة للتعبير عن تقنية التكوين التعبيري، فهو يتعامل مع المواد حسب طبيعتها وقوامها وتعبيريتها، لأنها تساعده على صوغ تصوراته وتجسيدها فثمة علاقة بين الطبيعة والتراث والزخارف الشعبية الجنوبية كلها قام بتفكيكها ثم صياغتها فنيا في بوتقة جميلة مدهشة.

وبين عليان أن الراحل جرد الزخارف الجنوبية ولم ينقلها كما هي بل أخرجها بشكل جديد ومتميز وركبها تراكيب جديدة في اللوحة التشكيلية بعيدا عن وظيفتها الأساسية في جدران وردهات المنازل القديمة، وأنه استخدم في صياغتها خامات متعددة ابتداء من محدد وألوان الزجاج وانتهاء بالألوان الزيتية والأكرليك، وجمع في لوحاته بين التجسيم والطبيعة والزخرفة، والناظر للوحات علي حمود يشعر أنه أمام فنان انطباعي ونحات وتجريدي زخرفي، وهنا العبقرية عبقرية الجمع بين الرموز والإشكال.

إلى ذلك أبلغ الحضور مشرف التربية الفنية بالإدارة العامة للتربية والتعليم في عسير خالد الشهري عن توجه إدارته لإنشاء مكتبة فنية تُعنى بأعمال الفنان الراحل "حمود"، وأن الإدارة قطعت شوطاً كبيراً في التجهيز، وستمدها بأمهات الكتب الفنية وستحمل تلك المكتبة اسم الفنان علي حمود.