دعا أستاذ جامعي إلى إنقاذ موقع "الناصف من بيدة" (60 كلم شمال منطقة الباحة) الذي ذكرت مصادر تاريخية أنه شهد نهاية (الشنفرى) أحد أشهر الشعراء العرب ممن عرفوا بـ(الصعاليك) في العصر الجاهلي.

وطالب الدكتور جمعان عبدالكريم بإنشاء جدارية في الموقع تتضمن (لامية العرب) القصيدة الشهيرة المنسوبة للشنفرى لتكون معلماً للمنطقة وللمكان قبل أن يدمر تماما، بعد أن نالته التعديات، ببناء بعض الغرف وتسوية الأرض ما أدى إلى طمس كثير من المعالم واختفاء كثير من النقوش الموجودة على الحجارة - حسب قوله.

وقال عبدالكريم لـ"الوطن": إن مصادر تاريخية كثيرة تذكر أن نهاية الشنفرى كانت في "الناصف من بيدة" بمنطقة الباحة، والشنفرى هو صاحب قصيدتين شهيرتين هما "لامية العرب" و"تائية الشنفرى" وهما من روائع الشعر الجاهلي، وقد وردت بعض الروايات بالحث على حفظ اللامية التي مطلعها (أقيموا بني أمي صدور مطيكم.. إني لقوم سواكم لأميل) لأنها تعلم مكارم الأخلاق, كما أنها تعد من عيون الشعر العربي وتنضوي على قيمة إبداعية عالية, فضلا عن قيمتها اللغوية، ولها في الشروح أكثر من مئتي شرح كما ترجمت إلى كثير من اللغات الحية، وما زالت توجد مخطوطات كثيرة لشروحها في كثير من المكتبات العربية والإسلامية.

وأشار عبدالكريم إلى أن "الناصف" بكل ما يحمله من دلالات تاريخية يتعرض للتحويل إلى مخطط سكني مما يهدد معلماً آثاريا وأدبياً وتاريخيا وحضارياً بالطمس، واصفا ذلك بعملية اغتيال قائلاً: "إنها عملية اغتيال تجري أمام أعيننا لواحد من المعالم الأثرية المهمة في المنطقة حيث جرفت الجرافات المكان وأقيمت فيه غرف صغيرة ووضعت علامات لتوزيعه إلى أراض، وبدأت الإنشاءات في الموقع الأثري والطوب والبطحاء تتناثر في كل ركن".

وأكد عبدالكريم أن كثيرا من ضيوف مهرجان الجنادرية من كبار مثقفي العالم العربي كانوا لا يسألون عن شيء كما يسألون عن الناصف حيث كانت نهاية الشنفرى، لافتا إلى وجود نقشين ثموديين في الموقع، ومشددا على حاجة الموقع لتسوير إضافة إلى إجراء دراسة إركولوجية.

بدوره أكد مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الدكتور محمد بن ملة وجود تعديات حول الموقع، خلال جولات مكتب الآثار التفقدية للمواقع الأثرية. وقال إن مدير مكتب الآثار تواصل مباشرة مع رئيس مركز معشوقة وطلب من الجهات المختصة إيقاف التعديات، مشيراً إلى أنه تم إشعار إمارة المنطقة بهذا الموضوع.