في الوقت الذي شهدت فيه أسعار الأغنام في منطقة عسير ارتفاعا شديدا، تزامنا مع حلول الصيف وكثرة المناسبات والولائم، اتجه عدد من مواطني المنطقة إلى الحاشي لتقديمه في ولائم الأفراح والمناسبات المختلفة على اعتباره يغطي حاجة كبيرة من الاحتياج فضلا عن مناسبة أسعاره، في حين أن معظم أهالي عسير لم يعتادوا تقديمه في مثل هذه المناسبات، باستثناء بعض المناطق التي تقع شرق المنطقة.

ويشير المواطن مسفر البشري إلى أن لديه مناسبة زواج لأحد أبنائه خلال موسم الصيف، ولا تسعفه إمكانياته المادية لشراء عشرات الخراف، لتقديمها في الوليمة لاسيما أن سعر الخروف الواحد الخاص بالمناسبات يتجاوز 1600 ريال، ولفت إلى أنه من المناسب شراء حاش أو اثنين كحد أقصى لتلبية متطلبات المناسبة.

أما المواطن ناصر القحطاني فأشار إلى أن هناك ارتفاعا في أسعار الأغنام في المنطقة على مدار العام، في ظل عدم استقرار أسعار الشعير، وعزوف الكثيرين من مربي المواشي عن اقتنائها وتسويقها لظروف تأمين متطلباتها، إلا أن موسم الصيف وزيادة الطلب على الأغنام زاد من أسعارها إلى درجة أن البعض لا يستطيع شراءها، وانتقد القحطاني غياب آلية واضحة ومحددة من قبل الجهات المعنية، لمراقبة أسعار المواشي، وتقنينها، وإيجاد موارد بديلة تسهم في خفض الأسعار.

ويؤكد علي آل مفرح "مربي مواش" أن ما يصرف على الأغنام من أعلاف وحبوب وتطعيم، منذ ولادتها وحتى تصبح مهيأة للبيع أو الذبح، يكلف من الأموال الشيء الكثير، فضلا عن مصروفات أخرى مثل أجور العمال وخلافه، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يحدث ارتفاع في أسعارها.

ودعا اجتماعيون من أساتذة الجامعات وخطباء المساجد والتربويين في أكثر من مناسبة إلى ضرورة تفهم المجتمع لمشكلات الغلاء المتزايدة، ومن ثم العمل على الاقتصاد في المناسبات، والابتعاد عن المظاهر والتكاليف غير المبررة، ومحاولة دمج بعض الزيجات والمناسبات الاجتماعية المتنوعة مع بعضها البعض بهدف الحد من الإنفاق المادي غير المبرر وزيادة تكاليف وأعباء الإنفاق على الأسر، وصولا إلى التخفيف من هدر المال وإثقال كاهل الأسر والأفراد بالديون وتبعاتها.

وكان وكيل وزارة الزراعة للثروة الحيوانية المهندس جابر الشهري، قد أكد في حديث صحفي سابق، الرفع للمقام السامي بنظام جديد للإبل والماشية، الذي يهدف إلى زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء في قطاع الإبل والماشية، مشيرا إلى أن وزارته ليست معنية بأسعار المواشي وتعمل ما يسعها للحد من ارتفاع أسعار اللحوم، وكذلك العمل على إكثار هذه الثروة الحيوانية الوطنية بطرق علمية ومدروسة تشجع المواطنين على تربية الماشية وإكثارها.