توعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منفذي محاولة اغتياله في 3 يونيو الماضي بأنهم لن يفلتوا من العقاب، وسوف يحاسبون ويقدمون للعدالة لنيل جزائهم الرادع إن عاجلاً أو آجلاً". واعتبر صالح في مقال افتتاحي كتبه في صحيفة "الثورة" الرسمية أمس أن ما تعرض له وكبار المسؤولين في الحكومة والدولة من اعتداء "عمل إجرامي وإرهابي غادر".

وفيما أشاد صالح بنائبه عبدربه منصور هادي، وجه دعوة إلى "كافة القوى السياسية لأن تستجيب للحوار مع نائب الرئيس للخروج من الأزمة التي عمل البعض على الزج بالوطن فى أتونها". وقال إن الحوار هو الخيار الوحيد لحل المشكلات التي تشهدها الساحة اليمنية وليس طريق الفوضى والانقلاب على الشرعية الدستورية وأنه المخرج الوحيد لذلك.

وفي السياق، خرج عشرات الآلاف من أبناء محافظة إب أمس في مسيرة حاشدة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح، غداة الذكرى الثالثة والثلاثين لاعتلائه هرم السلطة في البلاد. وردد المتظاهرون شعارات تنادي برحيل أقرباء الرئيس الذين يمسكون بزمام الأجهزة العسكرية والأمنية الحساسة بالبلاد. كما خرجت مسيرات مشابهة في كل من الضالع والبيضاء وتعز، التي صارت تشهد مسيرات بشكل يومي احتجاجاً على تعرض المحافظة لهجمات مسلحة عنيفة من قبل القوات الموالية للرئيس صالح.

في غضون ذلك، استعاد الجيش اليمني بعضا من هيبته في مواجهة تنظيم القاعدة، حيث يخوض مواجهات شرسة معه في محافظة أبين منذ أكثر من شهر ونصف. ودارت معارك شرسة بين الجيش والجماعات المسلحة في مناطق مختلفة من محافظة أبين، شرقي مدينة عدن، وأعلنت صنعاء عن مقتل أكثر من 39 عنصراً مسلحا من "جماعة أنصار الشريعة" المنتمية إلى القاعدة، وجنديين وإصابة عدد آخر من الطرفين في المعارك العنيفة التي دارت رحاها في زنجبار منذ السبت الماضي. لكن هذه الانتصارات لم تكن تتم لولا تدخل رجال القبائل المساندين للجيش، والذي دعم قواته وفك الحصار عن أحد الألوية المحاصرة في المنطقة، وهو اللواء 25 ميكانيكا.

وأشارت مصادر في أبين إلى أن الجيش أرسل تعزيزات عسكرية شملت 500 جندي وعددا من الدبابات لمساندة القوات الحكومية والمسلحين القبليين في عملية تحرير معسكر اللواء 25 ميكا وتطهير مدينة زنجبار منهم.

وأوضحت المصادر أن قوات من اللواء 25 ميكا تمكنت من استعادة ملعب الوحدة الرياضي الذي سيطرت عليه الجماعات المسلحة قبل نحو شهر، مشيرة إلى أن طلائع لجيش دخلت زنجبار ووصلت إلى ساحة الشهداء وسط المدينة.

وكانت القبائل التي شكلت قيادة موحدة لها ومجالس أشبه بـ"مجالس الصحوات" في العراق أسهمت بدور كبير في تحقيق الانتصارات ضد تنظيم القاعدة. كما أن الضغوط التي مارسها نائب الرئيس هادي على قائد المنطقة الجنوبية مهدي مقوله قد نجحت في تمكين الجيش من استعادة هيبته التي فقدها في معارك الأسابيع الأخيرة.