الأفكار الإبداعية ليس لها حد، والطرق المبتكرة في الإدارة هي التوجه الإداري الحديث؛ لذلك فإن علماء الإبداع الإداري يرون أن الإبداع هو الخروج عن المعرفة التقليدية للحصول على أفكار أو نظريات أو أساليب عمل جديدة تناسب إمكانات المنظمات المعاصرة؛ لتتكيف مع المتغيرات الإدارية لزيادة الإنتاج. وبالتأكيد سيزداد هذا الإبداع تأثيرا إذا ارتبط بالقيم أو المنطلقات الدينية.

ولقد أعجبتني فكرة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني (جسد واحد) الموجودة على موقع المؤسسة الإلكتروني، فالجسد الواحد نهج إسلامي وإيماني، ومعادلة للعمل الجماعي وروح الفريق. (جسد واحد) أسلوب يتجاوز صندوق الاقتراحات والشكاوى إلى مفهوم التعاون، وآلية تشعر الآخر بإنسانية العمل وإحساس العامل. (جسد واحد) لغة تشعر الموظف بأهميته أكثر، وبقربه أكثر، وبحميمية بيئة العمل أكثر. هي محاولة نظرية تقود متى ما طبقت بشكلها الصحيح إلى نجاحات لا يمكن توقعها، وإلى آفاق إدارية أرحب في التجاوب مع متطلبات هذا الجسد. (جسد واحد) لغة فردية اللفظ جماعية الهدف، تتطلع إلى الجماعة من خلال الفرد الفاعل، وأيقونة إلكترونية تربط الجميع بالواحد وتشعر الواحد بالجميع.

مثل هذه الأفكار الإبداعية الجميلة التي استخدمتها المؤسسة لتتجاوب مع المدربين والمتدربين والعملاء والمبتعثين والمهتمين، تستمع لشكاواهم وتتلقى اقتراحاتهم ويتلقون الرد خلال أربع وعشرين ساعة، هي باب إلكتروني مفتوح بصدر رحب على مدار الساعة يستقبل التغذية الراجعة، ويحلل الأفكار والتوجهات، ويطلق العنان للمبدعين، ويعطي الطاقات مجالها، ويكتشف الموهوبين ويستقي المعلومة من الميدان، ويجيب على الأسئلة والشكاوى، وهي مقياس لصحة جسد المؤسسة أو توعّكه، بل هي أداة رقابة لحظية شاملة وتوظيف صحيح للتقنية.

وإذا كان العمل الإلكتروني هو العنصر الأهم في الإدارة الحديثة بعد الإنسان، فقد وفقت المؤسسة في توظيفه في خدمة الإنسان من خلال هذه الفكرة الإبداعية، وهذه الخدمة المهمة لتكون بمثابة رسالة وشعار وأسلوب عمل.. تحية لصاحب الفكرة النيرة، ولمن طبقها. والتحية الأكبر لمن يحسن استخدامها، فهذه الفكرة تستحق الإشادة والتعميم، وقد أثنى عدد من الزملاء بالمؤسسة على تفاعلهم معها منذ بدأت قبل سبعة أشهر. ومن المؤكد أن المؤسسة ستجني هي والعاملون بها نتائجها في قابل الأيام.

تتويت:

مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.