ولا عجب في هذا فقد كان آباؤنا يستوحون ظروفهم الخاصة فيما بنوا فأملى ذلك عليهم هندسة خاصة لا علاقة لها بنظام (الشقق) الشائع اليوم في البلاد المتمدنة، أما وقد تغيرت الظروف بتغير الأيام واستطعنا اليوم أن نستخدم الكهرباء في بيوتنا لأغراض شتى.. ففي استطاعتنا العدول عن هندستنا القديمة إلى الأساليب الحديثة التي نستغني فيها عن السطوح بمكيفات الهواء، ونستفيد من تعدد الغرف (والشقق) بآخر ما وصل إليه فن البناء.
ولعل الذي يؤلم في أمر الخراب الشائع في أهم شوارعنا اليوم، أن بعضه يمثله دورا ورثها خَلف فقير لا يقوى على استئناف بنائها.. فتركها لعاديات الأيام تزيد في خرابها وتشوه مناظر البلاد، وهي تحتل أهم مواقعها المفضلة.
وبعض هذه الدور أوقفها محسنون سلفوا كانوا يرون الإحسان فيما أوقفوا، فلما آلت الدور إلى الخراب لم تجد من يعنى بأمرها أو يقيم بناءها فظلت ضحية حسن النية، تشوه المنظر العام للبلاد، وتحتل خراباتها مناطق نحن اليوم في أمس الحاجة إلى تعميرها.
* الأعمال الكاملة 2009