قررت قطر تعليق أعمال سفارتها في دمشق بشكل مؤقت، وغادرت بعثتها إلى الدوحة، حسبما أعلنت مصادر دبلوماسية عربية لـ"الوطن" أمس.

ورفضت المصادر أن يكون إجراء قطر بمثابة إغلاق نهائي لممثليتها في سورية، وأكدت أن "الأمر لا يتعدى التعليق المؤقت"، لافتة إلى أن "السفارة القطرية وقبيل تعليق أعمالها بعثت برسائل بهذا المضمون إلى كافة البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في دمشق تعلمها بهذا الأمر". وأرجع مراقبون تعليق عمل السفارة إلى أسباب أمنية بعد أن رشق متظاهرون السفارة بالحجارة والبيض الاثنين الماضي.

ميدانياً، اقتحم الجيش السوري أمس مدن الزبداني على الحدود اللبنانية، وحمص في وسط سورية، ومدينة البوكمال على الحدود التركية، عشية الاحتفال بالذكرى الـ 11 لتولي الرئيس بشار الأسد السلطة.




اقتحم الجيش السوري أمس مدينتي الزبداني في جنوب سورية وحمص في وسطها بعد تظاهرات كبيرة مناهضة للنظام، ومدينة البوكمال، عشية الاحتفال بالذكرى الـ 11 لتولي الرئيس بشار الأسد السلطة.

وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي إن "قوات الأمن والجيش فتشت منازل الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية، واعتقلت أكثر من 50 شخصا". وأضاف أن الجيش دخل أيضا مدينة حمص (وسط، 150 كلم شمال دمشق)، لافتا إلى أن "أربع دبابات وناقلة جند تمركزت في (حي) دوار الخالدية، وقد نظم السكان تظاهرة كبيرة تعبيرا عن رفضهم دخول الجيش".

أما لجان التنسيق المحلية فقالت إن ما يقرب من ألفين من أفراد الأمن و"الشبيحة"، مدعومين بالدبابات والعربات المدرعة، أحاطوا بالزبداني فجر أمس، بعد انقطاع الاتصالات الهاتفية وخدمات الإنترنت والكهرباء في المدينة.

وفي البوكمال ـ أقصى شرق مدينة الزور، على الحدود العراقية ـ قال سكان إن دبابات حاصرت البلدة أمس بعدما تشجع عشرات الآلاف بفعل انشقاقات في صفوف قوات الأمن، وخرجوا إلى الشوارع للتنديد بالرئيس الأسد.

وأضاف السكان أن أكثر من 1000 جندي تدعمهم دبابات وطائرات هليكوبتر طوقوا البوكمال الليلة قبل الماضية بعد يوم من قيام عناصر مخابرات عسكرية بقتل خمسة محتجين بينهم صبي عمره 14 عاما. وكانت مجموعات مسلحة في البوكمال أحرقت مخفرا للشرطة ودائرة النفوس وهاجمت مبنى منزل مدير المنطقة وأحرقت المحكمة، وفقا للوكالة السورية.

وفي منطقة داريا بريف دمشق، خرج المتظاهرون إلى الشوارع فجرا لتجنب التواجد الأمني الكثيف والمتواصل في المدينة.

وتقول جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 1800 من المدنيين وأفراد الأمن لقوا حتفهم منذ بدء الإجراءات الصارمة والعنيفة التي اتخذتها الحكومة ضد المظاهرات المناوئة للأسد في مارس الماضي.

في غضون ذلك، اعتقلت السطات السورية الكاتب السوري البارز علي العبد الله أمس بعد شهرين من إطلاق سراحه، حسبما أعلن نجله. وكان العبد الله انتقد بشدة لجوء السلطات للعنف في قمع الانتفاضة المندلعة منذ أربعة أشهر والمطالبة بالديموقراطية.

وعلى الرغم من الأحداث الدموية، فإن من المقرر إجراء مهرجان موسيقي مساء اليوم عند ساحة الأمويين في دمشق بمناسبة الذكرى السنوية الـ11 لأداء الرئيس الأسد القسم الرئاسي في 17 يوليو 2000.

من جهة أخرى، قررت قطر تعليق أعمال سفارتها في دمشق اعتبارا من أمس. وأكدت مصادر دبلوماسية عربية لـ "الوطن" أن "سفارة قطر علقت أعمالها بشكل مؤقت وأغلقت أبوابها, وأن دبلوماسييها غادروا العاصمة السورية إلى الدوحة".

ورفضت المصادر "وصف إجراء قطر بأنه إغلاق نهائي لممثيليتها في سورية, وأكدت أن الأمر لا يتعدى التعليق المؤقت". ولفتت إلى أن "السفارة القطرية وقبيل تعليق أعمالها بعثت برسائل بهذا المضمون إلى كافة البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في دمشق تعلمها بهذا الأمر". وأرجع مراقبون "تعليق عمل السفارة إلى أسباب أمنية بعد أن رشق متظاهرون السفارة بالحجارة والبيض والبندورة الاثنين الماضي، دون أن يتعرض أي من الموظفين لأذى".

إلى ذلك أكد رئيس المركز السوري للأبحاث القانونية المحامي أنور البني لـ "الوطن" أن "قائمة صدرت في دائرة الهجرة والجوازات السورية بمنع السفر عن آلاف من المعارضين والناشطين". وتتضارب المعلومات عن عدد الممنوعين من السفر، حيث ذهبت بعض التقارير إلى تقدير عددهم بعشرات الالآف، غير أنه لا توجد أرقام رسمية متعلقة بهذا الملف.

وتحولت جنازة الشاب عامر ياسين الذي قتل بإطلاق نار من مجهولين في اللاذقية إلى مسيرة مناهضة للنظام وطالبت بالحرية، دون أن يتدخل الأمن الذي طوق المنطقة.

وعلى مسرح آخر بدأت أكثر من 400 سيدة لبنانية أمس, رحلة في سورية في إطار حملة سيدات مريم في لبنان تحت عنوان "جنبا إلى جنب قافلة مريم من لبنان إلى سورية" في مبادرة دعم لسورية.

"السفارة القطرية وقبيل تعليق أعمالها بعثت برسائل بهذا المضمون إلى كافة البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في دمشق تعلمها بهذا الأمر". مصدر دبلوماسي