فشل المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الخروج من المتاهة بسقوطه مع منتخب بلاده مبكرا في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليا في الأرجنتين.
وبعد موسم آخر رائع مع برشلونة الإسباني، كان اللاعب بحاجة ماسة إلى تقديم أوراق اعتماده الرسمية في قلوب جماهير التانجو الأرجنتيني، لكن منتخب أوروجواي حرق هذه الأوراق ورفض التحاقه بقائمة أقرب النجوم لقلوب جماهير التانجو.
وعلى الرغم من فوز ميسي بكل الألقاب الممكنة مع برشلونة الإسباني وحصده لجميع الجوائز الشخصية الممكنة أيضا، فشل في قيادة منتخب بلاده مجددا إلى أي لقب.
كما فشل مجدداً في هز الشباك مع منتخب بلاده في المباريات الرسمية رغم غزارة أهدافه مع برشلونة في مختلف البطولات.
ونال انتقادات هائلة في بداية مسيرة فريقه بالبطولة، حيث سقط مع الفريق في فخ التعادل في مباراتين متتاليتين أمام بوليفيا 1/1 وأمام كولومبيا سلبيا.
ولم تصفح الجماهير عن اللاعب إلا بعدما قاد الفريق للفوز الكبير 3/صفر على كوستاريكا في نهاية مسيرته بالدور الأول للبطولة لينطلق براقصي التانجو إلى دور الثمانية قبل أن يسقط مع الفريق أمام أوروجواي بضربات الترجيح.
ورغم امتلاء صفوف المنتخب الأرجنتيني بكثير من النجوم البارزين، ما زال أنصار التانجو يعلقون معظم آمالهم على ميسي ويعقدون المقارنات بينه وبين الأسطورة دييجو مارادونا.
وتزداد الضغوط والانتقادات من جماهير التانجو تجاه ميسي مع كل نصر أو إنجاز يحققه مع برشلونة ويفشل في معادلته بإنجاز مع منتخب بلاده رغم عشقه الشديد للتانجو.
والحقيقة أن أحداً لن يستطيع اتهام ميسي بالتقصير في لقاء أوروجواي خاصة أنه قدم أداء رائعا في الشوط الأول من المباراة وإن تراجع مستواه مثل باقي اللاعبين في الشوط الثاني لكنه لم يكن سببا مباشرا في الإخفاق هذه المرة.
ومثلما صنع هدفين من أهداف فريقه الثلاثة في كوستاريكا، كان هو صانع الهدف الذي سجله جونزالو هيجوين في مباراة أمس كما أهدى لزملائه في المباراتين كثيرا من الفرص الخطيرة عبر تمريراته الساحرة.
ورغم ذلك، ما زال ميسي في المتاهة ولا يعرف كيف يودعها وينطلق مع راقصي التانجو نحو إحراز أي لقب في البطـولات الكبيرة حيث أخفق مع الفريق سابقا في بطولة كوبا أميركا 2007 بفنزويلا ثم في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وبينما حرص المشجعون قبل بداية مباراة أوروجواي على حمل لافتات وأعلام توضح تقديرهم ومساندتهم التامة لميسي، لم يستطع اللاعب الشاب الاحتفال مع جماهيره في نهاية المباراة وغادر الملعب في صمت إلى غرف تغيير الملابس انتظارا لفرصة أخرى للتتويج بأول ألقابه بقميص التانجو.
واكتفى ميسي بالتأكيد على أنه لم ييأس وأنه سيبدأ جولة جديدة من البحث عن أول ألقابه بقميص منتخب بلاده.
ولكنه ما زال بحاجة إلى ثلاث سنوات ليخرج من المتاهة ويخرج التانجو الأرجنتيني من حالة الجمود التي أصابته منذ سنوات طويلـة، حيـث ستكون أول بطولة كبـيرة ينتظـرها هـي كأس العالم 2014 بالبرازيل.