أكد مفتي مصر الدكتور علي جمعة أن أية محاولة لإقصاء الإسلام من حياة الناس سوف يكون مصيرها الفشل المحتوم، وقد ثبت ذلك عبر أكثر من 14 قرنا من الزمان.
وأوضح جمعة، خلال لقائه رئيس أساقفة كانتربري الأسبق، عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد كيري أن الإسلام مكون أساس في مسيرة الحضارة الإنسانية، وأن جميع محاولات إقصاء الإسلام من الواقع الحديث لن يكتب لها النجاح. وأضاف: أن المؤسسة الإسلامية في مصر تسعى إلى التقريب بين الحضارات وتوضيح المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي وإظهار القواسم المشتركة بين الأديان وتحقيق التوافق والتقريب بين الأديان والحضارات والثقافات المختلفة.
وشدد مفتي مصر على أن إرساء مفهوم الثقة والفهم بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى يستلزم وجود شركاء مخلصين من الجانبين، وأن تكون لديهم رغبة صادقة حقيقية في الحوار وبناء الجسور النابع من الاعتراف بالهويات واحترام الخصوصيات الدينية والثقافية. كما دعا جمعة إلى ضرورة ترجمة مبادرات الحوار بين الأديان إلى مشاريع عملية يشعر بها أتباع الأديان بطريقة ملموسة، مشيرا إلى أهمية تعاون القيادات الدينية في العالم أجمع للمساهمة في رفع مستوى الحياة الإنسانية في المجالات المختلفة، ومن أهمها الصحة والتعليم وكسر حدة الفقر والبطالة وتدريب البشر على الوضع الجديد الذي أصبحنا بموجبه نعيش في جوار واحد، والذي لا بد أن يقوم على أن نعرف بعضنا بعضا، ثم نبحث عن المشترك ونضع خطط التعاون ثم نعمل معا على تحقيق السلام والوئام بين البشر جميعا.
من جانبه، أكد اللورد كيري أن مصر بعد الخامس والعشرين من يناير اكتسبت أهمية خاصة، وأصبحت محل اهتمام العالم الآن، وقال: كلنا أمل أن تعبر مصر هذه المرحلة الانتقالية نحو التنمية والاستقرار.
وأضاف كيري خلال المقابلة: أن أمامنا الكثير لنفعله من أجل نشر روح السلام بين الناس خاصة أن العالم يعيش الآن في قرية صغيرة، وأن ما يحدث في مصر له تأثير في لندن، وما يحدث في لندن له تأثير بمصر، ونحن جميعا أصبحنا جيرانا ـ أفراد ودول ـ ولنا على بعض حقوق وواجبات، ومن حقوق مصر علينا أن نقدم لها كافة أشكال الدعم وهي تخوض تجربتها الديموقراطية في عهدها الجديد.