تخفيف السرعة، وإضاءة أنوار الانتظار، خطوتان أصبحتا متعارفا عليهما بين الشباب، يجب القيام بهما بمجرد أن يلمح أحدهم كاميرات "ساهر" التي تصطاد مخالفي السرعة على الطرق، وتحرر مخالفة فورية مصورة لهم. ولأن كثيرا من الشباب ضاق بهذه الكاميرات واعتبرها نوعاً من أنواع القيد الجماعي الذي يجب الاحتيال عليه بكل وسيلة ممكنة، متناسياً دورها في ضبط المخالفين وحفظ أرواح الجميع على الطرق، فتعاون الكثير من قائدي السيارات على الطرق المرصودة بـ"ساهر" للنجاة من رصد مخالفاتهم المرورية، وعلى رأسها تجاوز السرعة النظامية، من خلال إضاءة أنوار التنبية التحذيرية التي تستخدم في أغلب الأوقات عند وجود نقاط تفتيش أمني، أو إذا كان هناك ما يعيق السير على الطريق.
ولم تعد الإشارات والأنوار التحذيرية للسيارات مصدر قلق لقائدي السيارات فلم تعد تشير بالضرورة إلى أن أمامك نقطة تفتيش مروري أو حادث سير أو أعمال بالطريق أو غيرها، لأنها تحولت إلى خدمة من قائدي السيارات الأخرى على الطريق لتحذيرك من الوقوع في قبضة عدسة "ساهر" المرورية. وهناك صورة تعاونية أخرى لقائدي السيارات تجدها غالباً في الطرق ذات المسار الواحد، حيث تجد قائدي السيارات المتعاونين ضد "ساهر" في الاتجاه المعاكس يضيئون أنوار سياراتهم الأمامية عدة مرات قبل وصولك إلى "ساهر" كرسالة يبعثونها لك بأن أمامك كاميرا "ساهر"، والتنبيه بأن عليك التقيد بالسرعة المطلوبة.
ويقول المواطن بندر السلمان إن صور التعاون هذه أصبحت ملحوظة على الطرق بشكل كبير، خصوصاً هذه الأيام في مدينة أبها، وعلى طرقها الرئيسة، وتلك الواصلة مع المدن القريبة. وأضاف أنه فوجئ بأول موقف لتلك الإشارات التحذيرية، حيث كان يعتقد أن أمامه حادثا مروريا لكثرة السيارات التي سارعت إلى تشغيل إضاءات التحذير، وبعد اجتياز المنطقة التي تقف بها إحدى سيارات "ساهر" سارع قائدو السيارات للعودة إلى سرعتهم السابقة، وإطفاء الأنوار التحذيرية.
ويضيف زميله عبدالله بن خصيف القرني أنه أثناء توجهه من مدينة جدة إلى أبها، وبالقرب من منطقة "الدرب" لاحظ الكثير من السيارات تضيء له الأنوار الأمامية مما أشعره أن هناك خطراً ما أو إبلاً تقطع الطريق، أو غيرها من تلك المشاكل المفاجئة التي قد تصادفك على الطرق السريعة، وبالفعل سارع إلى تخفيف سرعته والحذر، حتى لفت انتباهه وقوف سيارة "ساهر" على جانب الطريق.
ولفت القرني إلى أن هذه الصور التعاونية للنجاة من المخالفات المرورية أصبحت حديث المجالس هذه الأيام، قائلاً: الكثير من جلساء المناسبات يسردون قصصهم في وقوعهم في المخالفات المرورية لنظام ساهر، ويحذرون مجالسيهم من بعض المواقع التي يشاهدون سيارات "ساهر" تقف فيها، إضافة إلى صور التعاون التي يقدمونها عند مشاهدتهم سيارات "ساهر"، والاتفاق على إشارات يقوم بها الشباب لتنبيه بعضهم البعض بوجود "ساهر".
ويتفق مع السلمان والقرني فهد بن مساعد الحارثي في أنه لاحظ صور التعاون هذه بين قائدي المركبات، خصوصاً على الطرق الرئيسية السريعة، حتى أصبح واجباً يتحلى به عند مشاهدته سيارة "ساهر" كتنبيه للآخرين للنجاة من المخالفة المرورية.