أجمع معارضو الحكومة السورية الذين التقوا في مدينة إسطنبول أمس، رغم التباينات بينهم التي تجلت بانسحاب ممثلي الأكراد والعشائر، على العمل لإسقاط النظام، فيما منعت السلطات الأمنية في دمشق مؤتمرا متزامنا، ووسعت من عمليات الاقتحام للمدن والقرى، ومنها العاصمة وصولا إلى إدلب على الحدود السورية.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من إسطنبول أنه لا يمكن التأثير على الوضع في سورية من الخارج.
وطالب نحو 350 شخصا في مؤتمر الإنقاذ الوطني في المدينة التركية بالبحث عن مخرج للأزمة السورية. ودعوا الرئيس بشار الأسد إلى التنحي. وقال الناشط الحقوقي المحامي هيثم المالح خلال المؤتمر إن المعارضة تريد "استرداد الدولة التي اختطفها النظام" .
بدوره قال عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر إسطنبول الدكتور عماد الدين رشيد إن الهدف من المؤتمر هو توحيد رؤية المعارضة، مؤكدا ضرورة إيجاد برنامج سياسي بعيد عن الأيديولوجيات ويتفق عليه جميع السوريين.
أما المعارض وائل الحافظ فدعا إلى بدء حملة عصيان مدني لمحاولة الإطاحة بالأسد من السلطة. وقال إن المعارضة تريد تصعيد المواجهة السلمية من خلال عصيان مدني وتضييق الخناق على النظام اقتصاديا.
اقتحم الأمن السوري أمس قرية كفر نبل في جبل الزاوية في محافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية، فيما كان المعارضون السوريون يعقدون مؤتمرا في إسطنبول، ظهرت في داخله بعض التباينات حول آلية العمل لإسقاط النظام. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المتواجدة في إسطنبول أنه لا يمكن التأثير على الوضع في سورية من الخارج.
وألغت المعارضة في الداخل عقد اجتماع كان مقررا بالتوازي مع مؤتمر إسطنبول، بعد أن استدعت السلطات صاحب المكان وأبلغته بالمنع.
وطالب رموز المعارضة السورية المجتمعين في إسطنبول بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدين أنه بات يفتقد الشرعية. والتقى حوالي 350 شخصا في مؤتمر الإنقاذ الوطني في المدينة التركية للبحث عن مخرج للأزمة السورية. ودعا المشاركون الرئيس الأسد إلى التنحي، في حين قاموا بمناقشة كيفية تحقيق الانتقال السلمي للسلطة وتشكيل موقف موحد بشكل أكبر للمعارضة.
وقال الناشط الحقوقي المحامي هيثم المالح خلال المؤتمر إن المعارضة تريد استرداد الدولة التي اختطفها النظام، لافتا إلى أن أكثر من 2000 شخص قتلوا وأكثر من 15 ألفا اعتقلوا ومثلهم نزحوا إلى الخارج منذ انطلاق الحملة الحكومية ضد المحتجين في مارس الماضي. وأضاف "لدينا خطة للتغييرات في سورية من أجل نظام حر وديموقراطي. سنصوت لتشكيل هيئة إنقاذ وطني من 15 شخصا سيواصلون التحرك خارج سورية".
بدوره قال عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر إسطنبول الدكتور عماد الدين رشيد إن الهدف من المؤتمر هو توحيد رؤية المعارضة، مؤكدا ضرورة إيجاد برنامج سياسي بعيد عن الأيديولوجيات ويتفق عليه جميع السوريين.
أما المعارض وائل الحافظ، الذي يعيش في المنفى، فدعا أمس إلى بدء حملة عصيان مدني لمحاولة الإطاحة بالأسد من السلطة. وقال إن المعارضة تريد تصعيد المواجهة السلمية من خلال عصيان مدني وتضييق الخناق على النظام اقتصاديا وشل الدولة بأقل خسائر ممكنة.
كما أكد الناشط الكردي مشعل التمو في مداخلة هاتفية من دمشق "النظام فقد شرعيته. لا يمكنه أن يبقى في الحكم بعد الدماء التي سالت، عليه أن يلبي مطالب المعارضين ويتنحى عن الحكم بطريقة سلمية".
وكان التمو قد أعلن "إلغاء عقد مؤتمر الإنقاذ الوطني في دمشق, وتفويض عقده في إسطنبول فقط". وأرجع التمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الإنقاذ في سورية أسباب إلغاء المؤتمر إلى "قيام السلطات الأمنية باستدعاء صاحب صالة المهند (الكائنة بحي القابون والمقرر أن يعقد بها المؤتمر) وإعلامه بمنع عقد المؤتمر دون الحصول على موافقات. وأيضا إلى العنف الشديد الذي واجهه شباب منطقة القابون في تظاهرة "جمعة أسرى الحرية" بالقرب من صالة المهند, الأمر الذي اعتبرناه رسالة بمنع عقد المؤتمر. وختم التمو "لدينا بدائل أخرى يمكن أن نتجه إليها, ولكن سننتظر نتائج مؤتمر إسطنبول, وبعدها سنستكمل بطريقتنا الخاصة".
واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس في تركيا، أنه لا يمكن التأثير على الوضع في سورية من الخارج.
وقالت في لقاء تلفزيوني "لا أحد منا لديه تأثير حقيقي باستثناء أن نقول ما نعتقده ونشجع على التغيير الذي نأمله". وأضافت أن "ما يجري في سورية غير واضح المعالم ومثير للحيرة لأن الكثيرين منا كان يحدوهم الأمل أن ينجز الرئيس الأسد الإصلاحات الضرورية". ولاحقا، قالت في مؤتمر صحفي إن "جهود المعارضة للتجمع والتنظيم وتحديد برنامج تشكل جزءا مهما من الإصلاح السياسي". وأضافت أن محاولة السوريين تشكيل معارضة هو أمر "مشجع"، آملة بـ "تعاون سلمي مع الحكومة من أجل مستقبل أفضل".
وكان الأمن السوري واصل أمس عمليات تفتيش في المنازل بطريقة استفزازية وعمد إلى ضرب الرجال بوحشية على مرأى من عائلاتهم"، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى "اعتقال عشرات الأشخاص في القرية التي كانت تسمع فيها أصوات إطلاق نار غزير". وأضاف أنه تم اعتقال حوالي 300 شخص في أعقاب أضخم تظاهرة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أول من أمس، حيث اعتقل أكثر من مئة في قرى منطقة جبل الزاوية.
كما قال نشطاء وسكان إن قوات سورية قتلت متظاهرا وأصابت خمسة أمس عندما فتحت النيران على مسيرة احتجاج في بلدة البوكمال الشرقية الواقعة على الحدود مع العراق.
يأتي ذلك بينما قالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان أمس إن 41 قتيلا سقطوا برصاص قوى الأمن السورية في جمعة أسرى الحرية، بينهم 27 في منطقة دمشق وضواحيها. لكن النظام السوري قال إن 12 شخصا من المدنيين وقوات حفظ النظام قتلوا وأصيب 35 شرطيا برصاص "مجموعات إرهابية مسلحة وقناصة".
في المقابل، أطلقت السلطات السورية سراح جميع المثقفين والفنانيين والصحفيين الذين شاركوا في تظاهرة الميدان الأربعاء الماضي في دمشق. وكان حوالي 200 مثقف وفنان وصحفي، شاركوا في تظاهرة أمام جامع الحسن في حي الميدان وسط دمشق دعما للثورة، وتصدت لهم قوات الأمن واعتقلت 28 منهم.