نمو مستمر
يقول التقرير إنه بـ 1.8 مليار مسلم، بلغ إنفاق المسلمين حوالي 2.1 تريليون دولار في 2017 (7.8 تريليونات ريال)، وبذلك فإن الاقتصاد الإسلامي مستمر في نموه الثابت. ولكن هنالك فرصة كبيرة للنمو والنضج في الاقتصاد الإسلامي، بمجرد 0.8 مليار دولار في استثمارات الأسهم الخاصة المفصح عنها خلال 3 سنوات، وذلك أقل بكثير من حوالي 600 مليار دولار في استثمارات رأس المال الخاص ورأس المال الاستثماري التي حدثت بشكل عالمي في 2017. ويُقدّر التقرير أن قطاع التمويل الإسلامي يمتلك نحو 2.4 تريليون دولار في إجمالي الأصول. ويتصدر الطعام والشراب إنفاق المسلمين من ناحية التصنيف بـ 1.3 تريليون دولار، متبوعا بالملابس بـ 270 مليار دولار، ثم الإعلام والترفيه بـ 209 مليارات دولار، ثم السفر بـ 177 مليار دولار، والإنفاق على المنتجات الصيدلانية والتجميلية بـ 87 مليار دولار و61 مليار دولار بالترتيب.
مفهوم «الحلال»
يقبل الاقتصاد الإسلامي على مرحلة من النمو الكبير والانتشار الواسع النطاق بعد أن حظي باهتمام الكثيرين تماشيا مع تأكيد المسلمين على التدين والقيم التقليدية. ونشهد حاليا زيادة الاهتمام والوعي بمفهوم «الحلال»، لذلك تحرص الشركات على الاستجابة إلى احتياجات المستهلكين في هذا الإطار سواء على مستوى الخدمات أو المنتجات. من هنا، يسلط تقرير واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي 18 /2019 الضوء على آخر التطورات والتوجهات لهذا الاقتصاد كما يمنح القراء صورة عن التوجهات المستقبلية لهذا القطاع.
عوامل نمو
يتوقع التقرير أن ينمو اقتصاد الدول الإسلامية وذلك من خلال إحصاءات الإنفاق، إذ يتوقع أن يصل حجم الإنفاق إلى أكثر من 3 تريليونات دولار (11.25 تريليون ريال) بحلول 2023. وأثبت الاقتصاد الإسلامي قدرته على مواكبة أحدث التطورات في التكنولوجيا والاستثمار. وتتبنى الشركات تقنية «بلوك تشين» للدفعات لضمان الامتثال الحلال وتتبُّع المأكولات ومستحضرات التجميل والأدوية من منشأة التصنيع إلى بائع التجزئة. وتجتذب تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء اليوم استثمارات أكثر من أي وقت مضى.
وتسعى الشركات في قطاع الاقتصاد الإسلامي إلى الاستفادة من التوجهات المتنامية نحو استخدام المنتجات الطبيعية والنباتية، بدءاً من مستحضرات التجميل العضوية الحلال، ووصولاً إلى اللقاحات المنقذة للحياة والخالية من المكونات الحيوانية.
وثمة مجال كبير للنمو في الاقتصاد الإسلامي، إذ تم استثمار 745 مليون دولار فقط في الأسهم الخاصة خلال السنوات الثلاث الماضية، وهي أقل بكثير من 595 مليار دولار تقريباً من الاستثمارات العالمية في الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري في عام 2017. وفي حين هناك حاجة إلى مزيد من الدعم الحكومي في قطاعات معينة، كان التركيز موجهاً نحو المجالات التي يمكن أن تدفع مسيرة تطور الاقتصاد الإسلامي، وخاصة القوانين والأنظمة.
قطاع المأكولات الحلال
ينشط مزيد من الشركات في قطاع المأكولات الحلال أكثر من أي قطاع آخر في الاقتصاد الإسلامي. وتتوسع المنتجات المتاحة بالتناسب مع العدد المتزايد من المكونات الحلال المعتمدة. وتتحسن الرقابة التنظيمية على إنتاج المأكولات الحلال بشكل مطرد مع تولي الإمارات وماليزيا زمام المبادرة. ووسط التوقعات بأن يصل إنفاق المسلمين على المأكولات والمشروبات إلى 1.9 تريليون دولار بحلول عام 2023، ثمة فرص كبيرة للاستثمار وإنشاء علامات تجارية عالمية للأطعمة الحلال.
14.25 تريليون ريال قيمة الأصول
تنامى تأثير قطاع التمويل الإسلامي بسرعة، وخاصة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. كما أن انتشار البنوك الإسلامية في ازدياد، وخصوصاً في دولة الإمارات، في حين تفوّق التمويل الإسلامي على القروض التقليدية في ماليزيا في عام 2017 باعتباره المحرك الرئيسي لنمو النظام المصرفي المحلي. وقد تجاوز هذا القطاع المراكز الرئيسية في الإمارات وماليزيا ليشمل داخلين جدد من شرق إفريقيا وآسيا الوسطى، وذلك وسط مساعي الحكومات إلى تعزيز الشمول المالي. وتستمر إصدارات الصكوك في النجاح، إذ كان أحد أبرز الإنجازات لعام 2017 قيام جهة مصدّرة في دول مجلس التعاون الخليجي بإصدار أول صكوك مقومة بالدولار بقيمة مليار دولار. وقدرت قيمة الأصول في القطاع المزدهر بمبلغ 2.4 تريليون دولار في عام 2017، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 3.8 تريليون دولار بحلول عام 2023.
نمو السياحة
يشهد قطاع السياحة والسفر الحلال توسعا ملحوظا من خلال عروض العطلات الثقافية والتاريخية والدينية، والمنتجعات الشاطئية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، والتي تحظى بإقبال متميز، في حين تعمل حكومات الشرقين الأوسط والأقصى على تعزيز الخدمات والمرافق المتاحة، انسجاماً مع تزايد أعداد المسلمين الراغبين بالسفر إلى الخارج. وفي هذا السياق، أصبحت خدمات السفر السائدة متوافقة مع الشريعة الإسلامية، بدءاً من شقق الملكية المشتركة للعطلات في دبي، ووصولاً إلى الخيارات المتنامية للتطبيقات والمواقع الإلكترونية المخصصة لتلبية احتياجات المسافرين المسلمين. وبالطبع، ستسهم عملية التحول الرقمي لقطاع السفر الحلال في دفعه نحو الأمام، مدعوماً بتخصيص الباقات السياحية، في الوقت الذي تحظى فيه شركات السفر الحلال بنظرات معمقة عبر تحليل البيانات، والتي أظهرت إنفاق المسلمين حوالي 177 مليار دولار أميركي على السفر في عام 2017، ومن المتوقع أن يصل حجم الإنفاق إلى 274 مليار دولار أميركي بحلول عام 2023.
ثورة في الأزياء
شهدت الأزياء الإسلامية تقدماً ثابتاً ضمن هذا التوجه العام، بدءاً من ظهور عارضات الأزياء وهن يرتدين الحجاب على منصات عرض العلامات التجارية الشهيرة، ووصولاً إلى مجلات الأزياء الأوروبية التي تظهر عارضات الأزياء المسلمات على صفحات أغلفتها. وفي تحول ملحوظ، بدأت علامات بيع التجزئة الشهيرة للأزياء بإطلاق خطوط تصميماتها المتوافقة مع المفاهيم الإسلامية على نطاق عالمي، مثل «ماكيز» في الولايات المتحدة الأميركية، و«ماركس آند سبنسر» في المملكة المتحدة، و«إتش آند إم». في الوقت الذي أصبحت فيه الممثلة الماليزية نيلوفا أول سفيرة ترتدي الحجاب لعلامة التجميل الفرنسية الشهيرة «لانكوم». وتواصل العلامات التجارية إطلاق المزيد من الأزياء المحتشمة في دول منظمة المؤتمر الإسلامي، كما يسهم شباب الألفية المسلمون في صياغة التوجهات الجديدة للموضة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة وغيرها من البلدان. ووصل إنفاق المسلمين على الملابس إلى 270 مليار دولار في عام 2017، ومن المتوقع لهذا الرقم أن يصل إلى 361 مليار دولار بحلول عام 2023.
الترفيه التلفزيوني
تعمل وسائل الإعلام والترفيه الحلال على زيادة حضورها وجاذبيتها، بدءاً من الشاشة الكبيرة ووصولاً إلى منتجات «نتفليكس» الإسلامية المخصصة للصغار. وتشهد منطقة الشرق الأوسط تزايداً كبيراً في الطلب على المحتوى العربي، حيث تحرص «نتفليكس» على تطوير سلاسل برامج محلية، في حين تواصل باقي العروض التلفزيونية حفاظها على شعبيتها الكبيرة بين الجمهور في المنطقة، وخاصة الإنتاجات التلفزيونية الكبيرة مثل «أرطغرل»، النسخة الجديدة من لعبة «جيم أوف ثرونز» التي أطلقتها شركة «إتش بي أو». وفي الوقت نفسه، استضافت المملكة المتحدة أول مهرجان للأدب والثقافة الإسلامية فيها «إم فيست». وأنفق المسلمون 209 مليارات دولار على وسائل الإعلام والترفيه خلال عام 2017، ويتوقع لهذا الرقم أن يصل إلى 288 مليار دولار أميركي بحلول عام 2023.
العلاج ومستحضرات التجميل الإسلامية
كما هو الحال بالنسبة للأغذية والمنتجات الحلال، يواصل قطاع الأدوية ومستحضرات التجميل الحلال توسّعه مع تزايد إصدار شهادات المنتجات والمكونات الحلال. كما يتصاعد تركيز الأغذية الحلال على الأداء الوظيفي. وشهدت المستحضرات الصيدلانية الحلال ظهور مفهوم جديد في علاج «حلالوباثي» الذي يجمع بين مفاهيم الشفاء الروحي والأدوية الحلال. وفي عام 2017، بلغ إنفاق المسلمين على الأدوية 87 مليار دولار أميركي، ويتوقع له أن يصل إلى 131 مليار دولار أميركي بحلول عام 2023، في حين قدر الإنفاق على مستحضرات التجميل الحلال بنحو 61 مليار دولار أميركي، ومن المتوقع له أن يبلغ 90 مليار دولار أميركي بحلول عام 2023.
وضع الاقتصاد الإسلامي ومستقبله
- 1.8 مليار مسلم (24 % من إجمالي سكان العالم)
المحركات الرئيسية الحالية
- وتيرة النمو الأسرع والسكان الأكثر شبابا (25 عاما في العالم الإسلامي مقابل 32 في بقية العالم وذلك عن عام 2015)
- 745 مليون دولار الاستثمارات الهامة في العالم الإسلامي
- حركة تجارية كبيرة في المنتجات المتعلقة بنمط الحياة
- 271.8 مليار دولار حجم الواردات
- 210.5 مليارات دولار حجم الصادرات
الممكنات المستقبلية
التمويل المتاح للاستثمار
- 3.2 تريليونات دولار حجم الصناديق السيادية الكبرى في دول العالم الإسلامي
- 1.7 تريليون دولار الأوراق المالية عالية السيولة
ضرورات الابتكار
- تقنية «بلوك تشين» في المنتجات الحلال
- العملات المشفرة في قطاع التمويل الإسلامي
- إنترنت الأشياء في قطاعي الإعلام والسياحة
قطاع التمويل الإسلامي
- 2017: 2483 مليار دولار
- 2023: 3809 مليارات دولار